المقالات

بناء اللحمة الوطنية

في تاريخ الحروب الدولية العسكرية كانت هناك حروب أخرى تدور رحاها في داخل تلك الدول المتحاربة تتخذ من النفوس الضعيفة وقوداً لهـا نفوس مريضة يُدفع لهـا ثمن خوض تلك الحرب إما عن طريق الإعلام أو بإثارة النعرات القبلية أوببث الإشاعات والإرجافات المختلفة والترويج للطائفية وقد وردت الإشارة القرآنية لهذه الحرب وأصحابهـا في قوله تعالى { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}

وهنا يبرز دور الوطني الذي يحرص على تقوية اللحمة الوطنية ومكافحة تلك الحرب التي تتحرك في الخفاء بخفافيش الظلام

من خلال نشاط إعلامي حر ونزيه ووطني لبناء لحمة تساهم في تقوية الداخل ومن أهم ما يقوي السلم الاجتماعي هو الالتفات للمواطن وتحسين ظروف معيشته والتجاوب بإيجابية مع مطالبه وحقوقه المشروعة

وعلى المثقفين أن يتركوا خلافاتهم جانباً ويوجهوا خطابهم الثقافي نحو بناء وطن قوي ومتماسك وترك كل الخلافات الثقافية والنزاعات الجدلية العقيمة .

إن الخلل الوطني هوالمنفذ الذي تدخل منه نار الفتنة لتشعل حروباً داخلية هي أشد من الحرب التي يخوضهـا الوطن في أي حرب أونشاط عسكري خارجي ومن هنا فدور المثقف والداعية والناشط السياسي والإعلامي من أهم الأنشطة التي يحتاجهـا السياسي في حربه ضد الإرهاب أوضد التغول الخارجي على الوطن وجيرانه.

وفي الأزمـات الداخلية أوالخارجية يتميز الوطني من غيره وتتضح ملامح الوجوه وتسقط الأقنعة التي قد تكون خادعة لكنها لاتستمر فكل تلك الوجوه التي كانت ولازالت تمارس النفاق بكل ذكاء ودهـاء هي أشد خطراً على الوطن ومقدراته ويجب مواجهتهـا بكل عصف وحزم قبل أي حرب أخرى يخوضهـا الوطن في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى