الفــراغ

لقد أضحت الإجازة الصيفية تشكل هاجساً للآباء والأمهات وأرباب الأسر والحريصون على مصلحة أبنائهم وبناتهم .
ففي مثل هذا الوقت من كل عام يظل الآباء حائرون في كيفية قضاء الإجازة لأبنائهم وشغل أوقاتهم في كل ما يمكن أن يعود عليهم بالمنفعة ، خاصة في ظل قصور البرامج الصيفية الخاصة بالشباب وازدياد أوقات الفراغ التي تشكل خطراً محدقاً بهم ، حيث أن الفراغ قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه في ظل كثرة المغريات كالأنترنت والقنوات الفضائية المفتوحة على مصراعيها والتي تنشر الرذيلة إضافة إلى المتربصون من تجار الشرور ومروجو المنكرات ناهيك عن أصحاب الأفكار الضالة الذين يستغلون الطاقات والهمم وغير ذلك من المخاطر التي تحاصر الشباب من كل حدب وصوب ، وهم إذا سلموا من كل ذلك فإنهم لم يسلموا من التسكع وإيذاء المارة وسوء السلوك ومضايقة عباد الله وفي ظل عدم وجود رقابة حقيقية على تصرفاتهم خاصة أولئك الذين ينعمون بحياة موسرة ولم تشغلهم هموم وأعباء الحياة .
فالفراغ من أكبر نعم الله سبحانه على الإنسان وهو في نفس الوقت ذو مخاطر كبيرة إذا لم يستفاد منه بالشكل الصحيح سيما لمن ينشغل عنهم آبائهم في معظم الأحيان ولم يعلموا بأنهم قد يصنعون من أبنائهم قنابل موقوتة .
ولقد تحدث الكثير ممن هم أبلغ وأعلم وأخبر مني في هذا الموضوع الذي يقع على عاتق الجميع وليس على الآباء وحدهم ، فهناك العديد من الجهات التي يجب أن تفعل دورها في هذا المجال كالبلديات والجامعات والمدارس وأمارات المناطق ومجالس الأحياء والعمد وحتى القطاع الخاص، للعمل على إيجاد أندية متخصصة وأنشطة مفيدة ومهرجانات وبرامج ورحلات جماعية تحت إشراف متخصصين ومسابقات رياضية وثقافية ترصد لها جوائز قيمة لتحفيز الشباب وترغيبهم على الانضمام والمشاركة .
وفي الجانب الآخر يجب التشديد في معاقبة ومحاسبة المستهترين من الشباب والذين تصدر منهم أي تصرفات مسيئة أو غير لائقة وعدم التهاون في تطبيق العقوبات المناسبة علي سيئي السلوك والمتطاولين على الآخرين ، بل ويجب أن تطال العقوبات حتى أولياء الأمور .
ومجمل القول أن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن والذين يعول عليهم نهضته ورقيه وبواسطتهم ينمو ويزدهر أو يسقط وينحدر ، فيجب أن نكرس كل مجهوداتنا واهتمامنا وإمكانياتنا للمحافظة على هذه الثروة وتوجيهها التوجيه السليم .
ونسأل الله الحفظ والهداية