المقالات

صحة مكة..شمس واعدة

مما لا يختلف عليه اثنان إن لمكة المكرمة مكانة وحبًا لدى حكومتنا السعودية – حفظها الله- على مر العصور المتعاقبة، وذلك من خلال ما نلمسه عبر ميزانياتها المعلنة لكل مناحي الحياة وإن كنت هنا سأتناول جانبًا واحدًا من تلك الجوانب المباركة والتي تُعد تاجًا على رؤوس الأصحاء، بل هي رمز لتقدم الشعوب والحضارات..نعم هي الصحة، وقد ذكرها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه في الحديث بعد أن أردفها بالأمان المعيشي بقوله : ( مَنْ أَصْبَحَ مُعَافى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). ولعلمي يقينًا بأن الصحة في وطننا المترامي الأطراف جديرة بالكتابة عنها، وقد اجتهد في إدارة شؤونها العديد من الوزراء الذين ترك بعضهم بصماته التي يسطرها التاريخ بأحرف من ذهب، ومنهم على سبيل المثال وزير المهمات الصعبة المرحوم الدكتور/ غازي القصيبي الذي شملت جولاته المكوكية وبلا مبالغة جميع مناطق المملكة، حرصًا منه -غفر الله- له على الارتقاء بالصحة في ربوع بلادي، وإن تعاقب بعده وزراء أفاضل، ولكنهم ومن وجهة نظري المتواضعة لم يستطيعوا أن يرمموا وجه عجوز (الصحة) أنهكتها سنوات أحسبها! .
رغم ما لمسه القاصي والداني من نهضة جاوزت الطموحات بإنفاق سخي من لدن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وألبسه ثوب الصحة والعافية، وما تلك المدن الطبية والمستشفيات المتخصصة إلا شاهد ودليل، ومع كل ذلك وبناءً على ما تتداوله الصحف من الآراء والنقد، وللتزايد المطّرد في النسبة السكانية، فلا تزال الحاجة ماسة إلى المزيد والمزيد من التوسع في المستشفيات المتخصصة لمحدودية الأسرّة وإن كثرت، ولتكتمل المنظومة الصحية لا بد لنا من الحوافز المشجعة لعودة الأطباء السعوديين إلى أحضان وزارة الصحة السعودية، بعد أن أغرت بعضهم حوافز الدول العالمية الأخرى التي وجدت فيهم ثروة علمية متفوقة تساهم في الارتقاء بالصحة لديهم، وهنا وعبر صحيفة مكة الغراء أناشدهم بالعودة مذكرًا بما ورد في كتاب الله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ..) وأن للوطن علينا جميعًا حقوقًا لابد أن نوفيها..، وبالعودة إلى عنوان مقالي الذي خصصته للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة، وقد تعاقب على كرسيها أيضًا وفي فترة وجيزة جدًا ثلاثة مديرين، بما يعني للناقد والمواطن المزيد من التعجب وعلامات الاستفهام، وقد يكون عظم المسؤولية أحد الأسباب الجوهرية المؤدية لتلك الاستقالات أو الإقالات المعلنة عبر وسائل التواصل المختلفة، ويبدو أن ذلك التغيير أصابت عدواه مقالي هذا الذي غيرته بين ليلة وضحاها إذ أوردت فيه بعض الشكاوى والطموحات المأمولة في سعادة القادم بروح الشباب لإدارة شؤونها الصحية الدكتور/ مصطفى بلجون، وقد عزمت على إرساله للنشر في الموعد الأسبوعي المحدد، ولكنني فوجئت وأنا أحتسي كوب صحافتي الصباحية بعنوان أعجبني على صحيفة مكة في عددها 487 ليوم الخميس 25/7/1436هـ مفاده: (بلجون يعلن حربًا على 8 تحديات تواجه صحة مكة المكرمة) أوردها لمن لم يطّلع عليها: (1- الاستعداد لرمضان. 2- القوى العاملة. 3- مواجهة كورونا. 4- تشغيل مستشفيات المشاعر. 5- طوارئ المستشفيات. 6- تجهيزات المستشفيات. 7- المنشآت الخاصة. 8- ملفات مختلفة.) عندها أدركت بأن سعادته وبطموحات الشباب وآمال الوطن في شخصه، قد خرّب عليّ ما سطرته، بإعلانه خارطة طريق مشواره المنتظر، بل المرتقب لسد العديد من الثغرات التي أنهكت الصحة في مكة أم القرى، وقد أوجزها سعادته في حواره آنف الذكر، وهي في مجملها مطالب حان وقتها بمشيئة الله في ظل مكرمات خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم سدد الله على دروب الخير خطاه؛ فهل سينجز سعادته ما وعد به ؟!

لنقول حقًا: صحة مكة شمس واعدة، ولكم منا مزيد الدعاء بأن يعينكم الله سبحانه على ما تحملتموه من الأمانة للارتقاء بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة، وقد اكتظت بالمعتمرين وسيتبعهم بمشيئة الله الحاجّون، اللهم آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى