مع نهاية الموسم الاتحادي المخيب لآمال محبيه، أراد الإعلامي المحترف محمد البكيري أن يقدم جيل الاتحاد (الحالي) قُربانًا لإدارة المطانيخ، التي فشلت في إعادة الفريق لمنصات التتويج، وأراد صرف الأنظار عن فشلها الذي انعكس على مستوى اللاعبين داخل الملعب بعد أن فشلت في التعاقدات المحلية والأجنبية وتوقيع عقد الرعاية المنتظر .
كما أراد البكيري أن يجعل صغار النمور كبش فداء لإخفاقات (الإدارة) المتكررة، وإشغال الساحة الرياضية، بالتصريح الذي أطلقه بحق (الجيل الحالي)، ولم يجد البكيري سوى شراب محمد نور للاستدلال به وتفضيله على اللاعبين، ولا أدري إذا كان يقصد شراب دوري الحواري أم غيره!
وأيا كان الشراب الذي يعرفه البكيري فليس من حقه استخدام المنابر الإعلامية بصورة سلبية والإساءة لأبناء الوطن ، فتصريحه فيه عدوان بالقول على جيل الاتحاد الحالي وهم في واقع الأمر مسلمين قبل أن يكونوا لاعبين .
الجيل الاتحادي الحالي أثبت للمرة الثالثة بأنه جيل (واعد)، وحقق لاعبوه الكرة الذهبية لثلاث مواسم متتالية ابتداءً بفهد المولد مرورًا بجمال باجندوح وآخرهم عبدالفتاح عسيري، كرد قوي على كل من تطاول عليهم. ويظل صمت الإدارة الاتحادية على تصريح البكيري أكثر سوءًا من التصريح نفسه ، ويضع اكثر من علامة استفهام، وهو ما يؤكد رضاها بما قاله عن اللاعبين.
ولا عجب في ذلك، فقد كان البكيري أول اهتمامات إدارة إبراهيم البلوي عندما تسلمت مفتاح النادي آنذاك، وكان حاضرا معها في مباراة لخويا القطري ضمن دوري المجموعات في البطولة الآسيوية للآندية الأبطال، وقد سُمح له بالدخول لأرضية الملعب وقام بالاستعراض أمام عدسة الكاميرا، في الوقت الذي منع إبراهيم أعضاء إدارته من دخول مضمار ملعب الفريق في جدة، وهذا الموقف كشف عن الفوضى الإدارية في إدارة البلوي.
إن الوضع الاتحادي المتردي للفريق الكروي الأول هذا العام غير مبرر، فقد وُفّر لإبراهيم مالم يتوفر لغيره من رؤساء الأندية الأخرى، فالمؤثر منصور البلوي أعلن عن دعم إبراهيم بميزانية مفتوحة، ولكن البلوي الصغير عجز عن تسيير أمور الفريق كما يجب، فحالات هروب اللاعبين تزايدت في إدارته والأسوأ من هذا لجوء القروني للمحاكم؛ لكي يحصل على حقوقه المالية. فأين ذهبت الميزانية المفتوحة ؟!
كما أن صمت (المضللين) عن الأزمة المالية في النادي رغم وجود ميزانية مفتوحة كشف عن غياب المهنية الإعلامية في وسطنا الرياضي، ومع هذا نراهم للأسف يتصدرون البرامج الرياضية وينقلون صورًا غير حقيقية وتحليلات عكسية ، عنوانها التخدير الإعلامي لنمور المدرجات رغم الخسائر المدوية والمستويات الهابطة للفريق في جميع البطولات.
فالجماهير الاتحادية اليوم باتت تعرف المغزى من تصاريح (المضللين) في الشارع الاتحادي، وأدركت بأنهم أعداء الكيان وهم من شلة (السماسرة واصحاب المصالح) الذين يعملون لحسابهم الخاص ولو أنهم ادعوا حب الكيان. وفي الوقت نفسه أصبحت الجماهير الوفية الواعية تتخوف من الشكاوى الجديدة في الفيفا والتي قد تهدد مستقبل الفريق، كما فعل البرازيلي ماركينهو . ولهذا سارع البكيري في تقديم القُربان للإدارة قبل معسكر الفريق في أوروبا لعله يستعرض مهاراته من جديد في الأجواء الساحرة .
عبدالله أحمد الزهراني