كان الصراع وما يزال إلى قيام الساعة بين المسلمين والصهاينة، وأقصد “بالصهاينة” هنا تلك العصبة المجرمة التي أتت محاربة غاصبة لأرض مباركة، فهجرت شعب ومارست عليه أشد أنواع التعذيب والتنكيل والتهجير لقيام كيانهم المزعوم. تقلص هذا الصراع فأصبح بين (العرب) والصهاينة ونجحت الدبلوماسية الغربية في إخراج بعض الدول الإسلامية من دائرة الصراع، دبلوماسية قاسية في بعض الأحيان فمرة بالعصا والجزرة ومرة بالعصا فقط. ولم تكتفِ بذلك فقط حتى أخرجت بعض الدول العربية، وأصبحت دولة صديقة لهم. والمتأمل اليوم لحال الأمة الإسلامية والعربية على وجه الخصوص يلاحظ أن الصراع نحى منحى آخر بعيد جدًا عمّا كان عليه، فأصبح الصراع إسلاميًا بحتًا. تقاتل المسلمين باسم الدين “المذهب” فهذا سني وآخر شيعي، تفنن كل واحد منهم في تكفير وقتل الآخر. لقد نجح الغرب في التفريق بين الأمة الإسلامية وجعلهم شعوب تتقاتل فيما بينهما بسلاح غربي باهظ الثمن. فضربوا بذلك عصافير كثيرة بحجر واحد: فلو عم السلام في المنطقة لوقفت تجارة السلاح الذي تعتمد عليه بعض الدول الغربية في اقتصادها، بل يعد عمود الأساس في اقتصادهم، من ناحية أخرى يقول نابليون: إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه. الوحدة الإسلامية تُمثل خطرًا للعالم الغربي، وها هم يحلقون فوق دول الصراع لعقد المؤتمرات والندوات والصفقات دون اكتراث للمآسي والانتهاكات التي تحدث فيها. نحتاج اليوم أن نعيد ترتيب الأوراق من جديد، وندرك من الصديق ومن العدو الحقيقي. من الذي قد نختلف معه في أمور يمكن أن نصل إلى اتفاق سويا، ومن الذي يمد لنا يد الصداقة ويساره خلف ظهره فيها الخنجر المسموم. يقولون: إن أغلب الحكومات الغربية يحكمها ويسيطر عليها اللوبي اليهودي، وله الكلمة الفصل في السياسة الداخلية والخارجية.
0