#نقطة_حبر
للمرأة تاريخ حافل بالعطاء والاحسان، وصنع المعروف وقليل منهن اللواتي لا ينكرن الجميل .
لكن مما يؤسف له أن الغالبية من النساء يجحدن المعروف متى كرهن موقفاً أو غضبن لأتفه الأسباب ، وأحياناً بلا سبب وما ذلك إلا لتسرعهن الذي يجعلهن يتناسين كل صنائع المعروف ، وجميع ما لقين من أزواجهن من وداد ومحبة .
وقد صح في حديث متفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن . قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير، ويكفرن الاحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط”.
ويروي الكاتب العربي أحمد أمين في كتابه “ظهر الاسلام” بالجزء الثالث : أن المعتمد بن عباد كان في حياته الأولى تغمرها مجالس الأنس والأدب، وحرب أحياناً، وهذا قبل أن يتولى المُلك، وفي هذه الفترة كان يسير مرة مع صديقه الشاعر الكبير ابن عمار على شاطىء نهر، فخطر على بال ابن عباد شطر بيت وهو :
صَنَعَ الرِّيحُ من الماءِ زَرَدْ …
ثم ارتج عليه فلم يستطع إكماله، فقال لابن عمار : أَجِزْ . فارتج عليه أيضاً، فسمع جارية وراءه تقول : … يا لَهُ دِرْعاً منيعاً لو جَمَدْ
وفي رواية أخرى : … أيّ دِرْعٍ لقتالٍ لو جَمَدْ
قالتفت وراءه فرأى فتاة أعجب بجمالها وبحسن بديهتها، وكانت مولاة يظهر أنها أسرت في الحروب، أو مولدة، فسأل عن اسمها فقيل له إن اسمها “اعتماد” وكان سيدها يسمى “رميك بن الحجاج” فاشتراها منه وأحبها وملأت قلبه، وشغلت جزءاً كبيراً من حياته ، وتسمى “اعتماد الرُّميكِيْة”.
وقد أنجب منها بعض أبنائه، فشاركته في نعيمه وبؤسه، ويحكون أنها رغبت مرة أن تسير في طين كعادتها قديماً، فعمل لها ابن عباد وَحْلاً من مسك وعنبر وكافور، تدليلاً لها، فمشت فيه، ولكن بعد أن فقد سلطانه وأصبح سجيناً في فترة مظلمة من فترات عهود الطوائف بالأندلس غضبت منه فقالت له : لم أنل منك يوم سرور. رد عليها وقال : ولا يوم الطين؟ فخجلت وسكتت”.
لكن هذا لا ينسينا وجود الكثرة من السيدات يمثلن قدوة للأجيال وعلى رأسهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .
همسة :
ومما يزهدِّني في أرض أندلس
ألقاب معتمد فيها ومعتضد
لا يكون الحكم علي النساء بقسوة قلوبكم لان جرحها هو ما يدعوها الي نكران الجميع كما تعتقدون