المقالات

توسعة المسجد الحرام بين العساف والطريفي

تابعنا بعظيم الفخر وبكل اعتزاز تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- لمشروعات توسعة المسجد الحرام التاريخية الثالثة بمكة المكرمة، والتي تأتي ضمن سلسلة من المشاريع والتي سيتم افتتاحها في العام المقبل؛ ليصل استيعاب المسجد الحرام إلى مليون و٨٥٠ ألف مصلٍ بإذن الله .
ومما لفت انتباهي في ذلك الحفل البهيج أن كلمة معالي وزير المالية في ذلك الحفل وهو الوزير الحصيف لم تتخللها أرقام عن التكاليف والمبالغ التي تم صرفها في تنفيذ هذه المشاريع، كما هي العادة في افتتاح المشاريع العملاقة .
وكأني بها رسالة في منتهى الحكمة والرقي من حكومتنا الرشيدة على لسان وزير ماليتها مفادها أن كل ما تنفقه الدولة في عمارة المسجد الحرام يبقى قليل في حق بيت الله المعظم، فقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم تستحق منا كل بذل وعطاء، وهذا عين ما تفعله دولتنا -رعاها الله- وبارك جهودها .
وتظل لمكة المكرمة -حماها الله- ومسجدها الحرام -شرفه الله- المكانة والأولوية دائمًا وأبدًا في إنفاق الدولة، ولمشاريعهما الأهمية العظمى في برامج وتخطيط الأجهزة المسؤولة، وهما ودون أدنى شك يستحقان الكثير وأكثر.

إلا أننا وفي زمن “الملتيميديا “نتمنى أن يتزامن مع جهود الإنجاز والتنفيذ على أرض الواقع جهد إعلامي كبير ترصد له ميزانية مناسبة لنوصل هذه المشاريع العملاقة والجهود المبذولة من لدن حكومتنا إلى جميع أصقاع الدنيا وبجميع اللغات، في إطار عمل إعلامي احترافي يشد المتابع مسلمًا كان أو غير مسلم . وأن يتم فيه التعريف بالكثير من المواد التي تم استخدامها في المسجد الحرام كالتعريف بأنواع الأحجار الكريمة المستخدمة، والمآذن والأروقة والأبواب العملاقة، وكذلك التعريف بأشهر من شارك في هذه التوسعة من المعماريين والمهندسين والفنانين .
ولتصل رسالتنا للعالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية لها الدور الريادي في كافة المجالات ومنها خدمة الحرمين الشريفين .
وهي فرصة كذلك لإظهار عزة ورفعة هذا الدين؛ وذلك من خلال نقل صورة ناصعة للعالم نمحو بها صور الدم والقتل والخراب والتدمير التي يقدمها المحسوبون على هذا الدين؛ فيشوهون ديننا دين الحضارة والسلام .
وعلى عاتق وزير الإعلام الشاب الدكتور عادل الطريفي تقع هذه المسؤولية الجسيمة، وأحسبها ستكون فرصة عظيمة له لوضع لمسة مبهرة لوزارته من خلال عمل إعلامي متميز تكون باكورة إبداعات وزارته التي ننتظر منها الكثير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى