لم أكن أود يومًا التطرق للحديث عن مواقف بعض رجال الأعمال بمكة المكرمة من مؤسسات المجتمع المدني، وإصرارهم على دعمها وفقا لشروط مسبقة أبرزها الحصول على عضوية بمجلس الإدارة، أو عضوية شرفية تضمن تواجدهم بالصفوف الأولى بكافة الفعاليات والمناسبات، مع ضرورة أن يحظى دعمهم المالي بالبروز الإعلامي بالصحف والمجلات المحلية والقنوات الفضائية بكل خبر أو لقاء.
ومثل هذا الإصرار من قبل بعض رجال الأعمال يقف مسؤولو هذه المؤسسات في مواقف لا يحسدون عليها، فلا هم قادرون على الوفاء بهذه المطالب، ولا هم مالكون للأموال التي تمكنهم من أداء رسالتهم بشكل يرضي الجميع. والمؤسف أن هناك بعضًا من رجال الأعمال بمكة المكرمة يربطون دعمهم لمؤسسات المجتمع بمواقف سابقة لهم مع من يتولون إدارتها، ولهذا نرى الكثير من هذه المؤسسات عاجزة عن تقديم برامجها بشكل يرضى عنها المجتمع، فنراها تتقدم خطوة وتتوقف خطوات، والأمثلة واضحة ولا تحتاج لإثبات. ولا أسوق هذا القول لموقف شخصي تجاه رجال الأعمال بمكة المكرمة، فهناك من يشاد بمواقفهم الإنسانية والنبيلة، وهناك آخرون من العيب أن يقال بأنهم رجال أعمال بمكة المكرمة.
حينما برزت جمعية مراكز الأحياء قبل عدة سنوات وتحدث مسؤولوها آنذاك عن خططهم وبرامجهم المستقبلية، قال الكثير من حضور حفل افتتاحها أنها ستنتهي قبل ولادتها، فمثل هذه البرامج مجرد أحلام وتحقيقها يحتاج إلى دعم مالي قوي ورجال الأعمال بمكة المكرمة لهم مواقف وشروط معروفة ويصعب على الجمعية تحقيقها لتحظى بدعمهم. وكان لمقولتهم هذه عدة أسباب أبرزها أن الجمعية بدأت في مبنى سكني مستأجر، ولا يمكن لجمعية في مثل هذا المبنى أن تنفذ مثل هذه البرامج، إلا في حالتين إما التسول بين مكاتب ومنازل رجال الأعمال للحصول على عدة آلاف من الريالات أو ترك الجمعية ومغادرتها، وتحويل آمالهم وتطلعاتهم إلى ذكرى تنسى مع الأيام. ومع مضي الأيام تحولت آمال وتطلعات مسؤولي الجمعية إلى واقع ملموس بعد أن مكن الله سبحانه وتعالى للجمعية والعاملين بها بمن يدعمها ويقف بجانبها لتؤدي رسالتها، فكانت خطوات الشيخ/ يوسف عوض الأحمدي، متسارعة ليؤدي كل فرد بالجمعية مسؤوليته وواجبه في خدمة مكة المكرمة، فكانت الخطوة الأولى دعمه القوي للجمعية وتمكينها من التحول من مبنى مستأجر ذا غرف سكنية، إلى مبنى إداري منظم أصبح وقفًا لها، فكفاها بذلك شر الإيجار، فأصبحت مالكة بعد أن كانت مستأجرة. وأدت هذه الخطوة إلى قيام الجمعية برفع معدلات أنشطتها فأصبحت لها برامج شبابية متنوعة على مدار العام، وارتفع عدد المتطوعين المنضمين لها، إضافة لخدماتها التطوعية بساحات الحرم المكي طوال فترة العمرة والحج، مقدمة برنامج هنا وآخر هناك وسعت لاستقطاب الشباب وتوظيف قدراتهم التوظيف الصحيح. ودعم الشيخ / يوسف الأحمدي لجمعية مراكز الأحياء يقودنا للحديث عن دعمه لعدة مؤسسات وجمعيات بمكة المكرمة، ومنها دعمه للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة إبان إنشاء مبناها الجديد في الوقت الذي تخلى البعض من رجال الأعمال المكيين عن دعمها نتيجة لخلافاتهم مع بعض أعضاء مجلس إداراتها، ولا غرابة حينما أقول بأن الشيخ/ يوسف الأحمدي منح مؤسسات وجمعيات مكة المكرمة الاجتماعية والخيرية والرياضية منها دعمًا لا نظير له في الوقت الذي غاب المتحدثون عن حب مكة المكرمة عن دعمها فلم نرَ لهم لا دعم مالي ولا معنوي . ولعلي أذكر هنا أن فريق بصمة تغيير التطوعي الذي يضم في عضويته مجموعة من شباب وفتيات مكة المكرمة يعملون على تنظيم برامج المزارات للحجاج نال من دعم الشيخ / يوسف الأحمدي الكثير، فقد خصص له حافلات خاصة، كما دعمه بكل ما يحتاج إليه الحاج في رحلته للمزارات . وأملي أن يسعى رجال الأعمال بمكة المكرمة ومن يدعون حبهم لها لدعم مؤسساتها المجتمعية والخيرية.