المجالس البلدية وحسن الاختيار
حمود بن أحمد الفقيه – تربوي
[JUSTIFY]ونحن ندلف إلى المرحلة الثالثة من انتخابات المجالس البلدية، يجب أن تستفيد وزارة الشؤون البلدية والقروية من تجاربها السابقة وتسعى لتقييم المرحلتين السابقتين وتقوم بالتطوير والتحسين. ولأن جودة العمل في المجالس البلدية تقوم من وجهة نظري على حسن اختيار الأعضاء فهم من سيؤدون العمل، ويطرحون الأفكار، ويناقشون البلدية، ويتواصلون مع المجتمع. واستجابة لملاحظات المستفيدين؛ حيث لوحظ كثرة النقد الموجه لأداء المجالس وأنها لاتنجز شيء يذكر، وهذا مايكتب كتعليق على بعض المواضيع في الإعلام الحديث أو يدور في المجالس. من هنا نرى أن تتوافر الشروط في من يرشح نفسه لعضوية المجلس البلدي، لعل أهمها أن يكون متعلمًا تعليمًا لايقل عن الشهادة الجامعية، وفي إحدى التخصصات التي لها علاقة بتخطيط المدن والإنشاءات الهندسية، وما يماثلها من التخصصات التي تضيف جديدًا، وتساهم في تطوير العمل البلدي. وألايقل عمره عن خمسة وأربعين سنة؛ ليتحلى بالحكمة وسعة البال في التصرف في المواقف التي ستواجهه مع منسوبي البلدية أو أفراد المجتمع، وأن يكون لديه خبرة في العمل الإداري والاجتماعي، مدركًا للأنظمة المالية والإدارية في البلاد، ولديه دورات في فن التواصل مع الآخرين ويملك القدرة على إدارة دفة الحوار، ويتحلى بالأخلاق الكريمة، وحسن الخلق. ويتم تهيئته للعمل من خلال التدريب المناسب. أما بعض الاختيارات السابقة فلا تقدم الكثير للعمل البلدي ولاتحسب له، بل تحسب عليه. ولانكرر تجربة العضو الأمي في برلمان إحدى الدول النامية الذي يعارض كل أمر بدعوى أن ذلك يتعارض مع مصلحة الأمة، ومن المعلوم أن فاقد الشيء لايعطيه، والجاهل لايضيف جديدًا دائمًا، ولعل البعض يقول نريد المؤثر اجتماعيًا حتى لوكان أميًا، ونحن على يقين وقد يوافقني عليه الكثير أن تأثيره سيكون محدودًا جدًا بجانب المتعلم المتخصص والذي يملك أدوات التأثير في العمل البلدي. كما أن لائحة المجالس البلدية لا توفر أي تواصل للمجلس مع موظفي البلدية إلا عن طريق رئيس البلدية والذي يحرص ألايطلع أعضاء المجلس إلا على كل أمر إيجابي يصب في مصلحته كمسؤول عن هذا الجهاز. ونرى أن يتم إقامة أكثر من ورشة عمل مع موظفي البلدية بعيدًا عن رئيس البلدية، تناقش آليات العمل في البلدية ومايرونه من معوقات للعمل وماهي الإيجابيات. وليس عيبًا أن تستفيد الوزارة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال والاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والعالمية .[/JUSTIFY]