مُنذ أن أصدر معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل قراراً بفتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مدارس التعليم العام لم تهدأ وسائل السوشل ميديا ما بين مُعارض ومؤيد للقرار ، ومن البديهي أن نجد من يُؤيد ذلك القرار ، لأنه فيه حث على تعويد الناشئة لحفظ كتاب ربهم ، بعدما كان الجدول الدراسي يمتلئ بحصص تزاحم حصص القرآن الكريم ، ولذلك وجد القرار تأييداً كبيراً من كثير من أبناء هذه البلاد المُباركة ، وكان المُستغرب ممن أنكروا على الوزير ذلك القرار ، مُحتجين ومُبررين ذلك بخطط التربية سابقاً من فلندا واليابان ، والتي لم تؤتِ ثمارها بعد ، ولا ندري متى تؤتي ثمارها ؟!
وإذا أرادوا معرفة ثِمارها ، فليسألوا منسوبي التعليم عن آثارها وثمارها ، بل وجذورها ، فلن يجدوا سِوى نظريات وبعض استراتيجيات لم تفد التعليم ، ولم تساهم في تطوره التطور الحقيقي لا النظري ، بل استفاد منها من هم في إدارة التدريب التربوي ، والنشاط الطلابي ، والموهوبين ، والتي تُقدر ميزانياتها بالملايين سنوياً دون أن نجد أثراً لتلك النظريات ، ولذلك النشاط الطلابي ، والذي كثيراً من المدارس تلجأ لمحلات الخطاطين حتى تعد لوحات تزين بها جدرانها ، حتى يرضى المشرفون عن مديري المدارس ومعلموها ، وقليلاً جداً لا يذكر لإنجازات الموهوبين ، والتي بلغت ميزانيتها بالملايين !! لنكن صُرحاء أكثر تعليمنا يحتاج لسنوات كثيرة حتى نستطيع أن نقول أن لدينا تعليماً راقياً ومتطوراً وجاذباً ، فمنذ أن تم الطعن والهمز واللمز بالتلقين والحفظ خلال سنواتٍ مضت ، ضاع التعليم ، وضاعت هيبته !!وقيل لنا طوال العقدين السابقين اتركوا التلقين ، واعتمدوا على الفِهم ، فالتلقين يخرج لنا ببغاوات تقلد الأصوات دون أن تعي ما تقول ..! والنتيجة حينما تركنا الحفظ والتلقين ، خرج لنا جيلاً اتكالياً ، يعتمد على المُلخصات ، ولا يكاد يحفظ بضعة أسطر منها !! فلم نجني من ذلك جيلاً يعتمد على الفِهم ، بل تم القضاء على الحفظ ، فضاع جيلاً كاملاً من الطلاب والطالبات ، ومن أتوا بتلك النظريات يتحملون وِزر ذلك الفشل الذريع ، والذي مازال يُعَشعِش في أذهان وعقول بعض مسؤولي ومنسوبي التعليم العام !!!
وخِتاماً .. يجب أن نعود بقوة للتركيز على الحفظ ، وعلى التلقين ، وبالأخص بتكثيف حِصص القرآن الكريم ، فيكفي أن نُشعِر طلابنا بأهمية كتاب ربهم ، بعدما ضاعت مادته في زِحام الجدول الدراسي ، وصار نصيبها حصة واحدة أو حصتين على الأكثر في المرحلتين المتوسطة والثانوية !! وهنا أستشهد بقول الدكتور عبدالعزيز الثنيان التربوي المُتخصص ، ووكيل وزارة المعارف سابقاً عبر تغريده له على تويتر ” أمريكي له كتاب ( أسطورة الكسل ) مُترجم ، يُقرر فيه أن فشل الطلاب بسبب ضعف لغتهم ، وأن علاج ذلك بالمزيد من الحفظ حتى يتحقق الثراء اللغوي ، لدينا كنز ( القرآن الكريم ) ” فهل يَعي مُعارضو قرار الدكتور عزام تلك الحقيقة أم أنهم لا يُريدون أن يتطور تعليمنا عبر العودة للحفظ والتلقين من كتاب ربنا سبحانه وتعالى؟! ولذلك نقول للدكتور عزام الدخيل #شكراً_عزام_الدخيل