قَضَى اللهُ أزلًا وكونًا بمصارعةِ الحَقِّ للباطل.. حتى يدمغه ويزهقه.. والحَقُّ يانعٌ أَبْلجُ.. والبَاطِلُ قَاتِمٌ لَجْلجٌ. وقوى الشر والفساد تحاول مصارعة الحق مستندة إلى أبالسة الجن.. ومردة الإنس.. وهكذا يلاحظ العقلاء في زماننا هذا تلون بعض قوى الشر وتدثرها بالإسلام زورًا ومينًا.. تلبيسًا وتدليسًا على الخلق.. واستدراجًا لِلْغِلْمانِ الْجَهَلةِ.. والأَحْداثِ السَّفَلةِ.. من شباب الإسلام.
لقد أيس (خوارج العصر) ومن يقف خلفهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة: بزعزعة الأمن في بلاد الحرمين(المملكة العربية السعودية -حماها الله-)؛ فلجأوا إلى استهدافِ بيوتِ الله، وقَتْلِ الرُّكعِ السُّجَّدِ فيها. فانكشفت سوأتهم.. وبان لكل باصرة عوارهم.
أَيُّ عَمَىً للبصرِ والبصيرةِ وصَلَ إليهِ هؤلاء يَاتُرَى؟! أيُّ دينٍ يدينون؟! وعقيدةٍ يعتقدون؟! وماذا يُرِيدُون؟!
أَمَا آنَ لِشَبَابِنَا الأحْرَاِر أَنْ يعقلوا طَريقَ الجَنَّة، وطَريقَ النَّار!
أمَا آنَ لهم أَنْ يَسْتَوعِبُوا مَا يُحاكُ لَهُمْ ولبلادِ الإسْلام!
ألم يأن لضمائرهم التحرك، وكيف سيلقون الله؟ وبم سيجيبونه عما اقترفته أيديهم؟
ألم يأن لهم أن يستمعوا لكبار علماء الأمة الراسخين وعقلائها!
لقد أَطْبَقَ أهلُ الإسلامِ .. بَلْ أهلُ الأَرْضِ جَمْعاءَ على إِنْكارِ أَفْعَالِ أولئكَ المارقين كلاب أهل النار.. وبَاتَ واضحًا لكل ذي عينين، أن لا حُجَّةَ.. ولا شَرْعَ.. ولا عَقْلَ.. ولا فِطْرةَ.. ولا مُرُوءَةَ.. ولا إِنْسَانِيَّة تُجِيزُ مُمارَسَاتِهم الإجرامية التي يقومون بها باسم الجهاد، وتطبيق أحكام الإسلام!!
وانكشف لكل ذي لُبٍّ سَوِيٍّ.. ما تنطوي عليه أعْمَالُهم من فَسَادٍ وإفْسَادٍ في الأرض، لا يُقِرُّهُ عَقْلٌ.. ولا شَرْعٌ.. ولا فِطْرةٌ سَوِيَّة.
فكسرُ نظامِ الأمن في الدُّول، ونَشْرُ الفَوْضَى، وبَثُّ الفُرقة، والتَّناحر في بلاد الإسلام.. بَلْ وتدميرُ أَمْصَارِ أهل الإسلام.. ومَسْخِ حضارتهم، وتاريخهم، وتراثهم وتمزيقه إربًا.. إربًا.. غَايَتُهم.
خدمةً للمجوس وأعداء الإسلام.
أَسَفِي.. عَلى من غُرِّر بِهِمْ من شبابِ أَمَّةِ الإسلام.. أَسَفِي على غَفْلتِهَمْ وتَعْطِيلِ عقولهم، وانْجِرارهم خَلْفَ الفكر الدَّاعِشيِّ المَغُولِيِّ الزَّائغِ..
أَسَفِي.. على من تَعَاطَفَ مَع أولئك المجرمين القتلة، وأَيْمُ اللهِ إنَّه مَا فَهِمَ الإسلام.
فليسَ الإسلامُ شعاراتٍ ترفعُ.. ولا دعاوى تُعْلنُ، بل قولٌ وعملٌ بتعاليمه الحقَّة.. لا ما عليه أولئك الداعشيون القتلة.
هنيئًا لكل من قتلته تلك الطغمة الفاسدة.. غدرًا وغيلةً.. سيما من كان مُتَطَهِّرا راكعًا لله وساجدًا.. في بيوت الله.. حقًا هنيئًا لهم حُسْنَ الخَاتِمَة.
رَحِمَ اللهُ شُهَداءَنَا البَواسِل، وأَعْلَى درجتهم في عليين، وأَحْسَنَ عَزَاءَنَا وعَزَاءَ أَهْلِيهِمْ وذَويِهِمْ، ورَزَقَهُمْ الصَّبْرَ والسِّلوان.
اللَّهُمَّ احفظْ أَمْنَنَا وبِلادَنَا مِنْ أيِّ سوءٍ أو مكروهٍ.. إِلَهَ الحَقِّ، واجْعَلْ ياربَّنا كيد الكائدين ومكرهم: تدميرًا عليهم… ياسميع الدعاء…
د. سامي بن أحمد الخياط