المقالات

اشكروا المطوفين ولا تظلموهم

اشكروا المطوفين ولا تظلموهم
أحمد صالح حلبي

[JUSTIFY]مع حلول موسم الحج في كل عام ، نرى شوارع مكة المكرمة وطرقاتها مزينة بلوحات تحمل عبارات الترحيب بضيوف الرحمن وفيها أجمل الكلمات وأرق العبارات ، وأخرى تبث عبر رسومها وصورها توعية للحجيج تساعدهم على أداء فريضتهم بيسر وسهولة ، وبين كل تلك اللوحات المزدانة بالألوان والمحملة بأجمل العبارات تظهر لوحات صغيرة في مساحتها ، كبيرة في عطائها تحمل أسماء أشخاص تشرفوا بخدمة الحجيج جيلا بعد جيل ، عرفوا في أصقاع العالم بالمطوفين ، مهنتهم لا نظير لها ، وأسمائهم تذكر فتشكر ، يرددها الحاج ولا ينساها .

لكن المطوفين بتاريخهم الذي تجاوز قرونا من الزمن ، وأسماؤهم التي حفظت على مر السنين ، يظلون دوما في موقع الاتهام ، ويزج بهم داخل أقفاص الاتهام لأي خطأ يحدث ، دون ذنب اقترفوه ، فيتهموا بجمع الملايين من الحجاج ، وهم في حقيقة أمرهم ، لا يحصلون سوى على الملاليم .
فهل يبقى المطوفون في موقع الاتهام ؟ أم لابد من إظهار الحقائق عنهم ؟

لنأخذ بابا واحدا من المقارنة بين ما يتقاضونه من الحاج لقاء خدمات المشاعر المقدسة ، وما تتقاضاه مؤسسات وشركات حجاج الداخل ، وأترك المجال للقارئ المحايد للإنصاف وقول الحقيقة عن المطوفين ومؤسساتهم، فلو وضعنا بين أيدينا جدولا مصغرا ذكرنا به مهام ومسؤوليات المطوفين وما يتقاضونه ، وآخر مماثل لمؤسسات وشركات حجاج الداخل لوجدنا الفارق الشاسع بينهما ، فما يدفعه الحاج لمؤسسة الطوافة لقاء خدمات المشاعر المقدسة هو 48 ريال ثمانية وأربعون ريالا وتشمل توفير خيمة عرفات وتجهيزها بفرش لائق مع تأمين مياه الشرب الباردة ، والإضاءة والحراسات الأمنية للمخيم والنظافة ، إضافة إلى تجهيز وفرش خيمة منى وتوفير كافة الخدمات بها من فرش وحراسات أمنية ومياه شرب باردة ، وهي جزء من أجزاء عدة يكلف المطوفون ومؤسساتهم بالعمل على توفيرها في المشاعر المقدسة ، كنظافة المواقع بالمشاعر المقدسة ، وخدمات الحجاج التائهين والمرضى ، وخدمات النقل وغيرها مما يلزم بها المطوفون ومؤسساتهم .
في حين نجد أن ما يدفعه الحاج في مؤسسات وشركات حجاج الداخل للحج المخفض ، وهو مايعني أقل الأسعار ، هو مبلغ 3250 ريال ثلاثة الآف ومائتان وخمسون ريالا، ولا يشمل الكثير من الخدمات التي يقدمها المطوف ومؤسسته ، فليس مطلوب من مؤسسات وشركات حجاج الداخل افتتاح مكاتب لإرشاد الحجاج التائهين بالمشاعر المقدسة ، وليس مطلوب منهم تعيين موظفين مناوبين بمستشفيات المشاعر المقدسة ، وليس مطلوب منهم تأمين وسائل لنقل الحجاج المرضى من المستشفيات ، إضافة لإعفائهم من كثير من الخدمات التي يطالب بها المطوفون ومؤسساتهم . فهل نبقى متهمين للمطوفين ؟ أم نسعى لشكرهم على مايقدمونه للحاج من خدمات ؟

وأملي أن تسعى الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بحكم انضمام مؤسسات الطوافة في منظومتها أن تسعى لتنفيذ برامج إعلامية توضح مهام ومسؤوليات مؤسسات الطوافة ، ليتعرف الجميع على المهام والمسؤوليات التي يتحملها المطوفون ومؤسساتهم ، وحينها سيسعون لشكرهم على ما يقدمونه من أعمال ، لا أن يتهمونهم بدون وجه حق.
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى