الروح المتسامحة التي سادت المجتمع الإسلامي في ظل حضارتنا تشهد من ضروب التسامح الديني ما لا نجد له مثيلًا في تاريخ العصور كلها حتى في العصر الحديث قال خلف بن المثنى: “لقد شهدنا عشرة في البصرة، يجتمعون في مجلس لا يعرف مثلهم في الدنيا علمًا ونباهة، وهم الخليل بن أحمد صاحب النحو (وهو سني)، والحميري الشاعر (وهو شيعي) وصالح بن عبد القدوس (وهو زنديق ثنوي … (وسفيان بن مجامع (وهو خارجي صفري)، وبشّار بن بُرد (وهو شعوبي خليع ماجن (وحمّاد عجرد (وهو زنديق شعوبي (وابن رأس الجالوت الشاعر (وهو يهودي) وابن نظير المتكلم (وهو نصراني)، وعمر بن المؤيد (وهو مجوسي) وابن سنان الحراني الشاعر (وهو صابئي) .. (كانوا يجتمعون فيتناشدون الأشعار ويتناقلون الأخبار، ويتحدثون في جو من الود لا تكاد تعرف منهم أن بينهم هذا الاختلاف الشديد في ديانتهم ومذاهبهم .. (تقدس العقول المنفتحة, وتدنس العقول المنغلقة.
0