في خضم الزخم السياسي الإيراني المحموم؛ للحصول على الاتفاق النووي وتقديمهـا التنازلات تلو التنازلات استطاعت باقتدار أن تُدير الأزمة وتجادل عن نفسهـا أمام التغول الدولي الأممي، وبصرف النظر عن عنصريتهـا الفارسية وأطماعها القديمة في الخليج العربي، بل في الدول العربية جمعاء لا سيما في حالة الانهيار العربي الكامل والشامل والذي تتخوف منه دول الخليج بلا استثناء تأتي دعوة ظريف للحوار كمحاولة لاختراق فارسي للسياسة العربية المخترقة أصلا ومحاولة لتطمأنة المجتمع الدولي والظهور بمظهر المسالم ومع كل ذلك؛ فإن الحوار مع العدو مهمـا كان متغولًا هو أولى من لغة الحرب التي قد نعرف بدايتهـا، ولكن لا يمكن التنبؤ بمداهـا ونهايتهـا ولاشك أن إيران في حرب ضد العرب بتدخلها السافر في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج، وليس سرًا أن إيران تتعامل مع العرب بوجهين ورغم ذلك فإن التشدد بعدم الدخول في حوار أو رفض لغة الحوار مع إيران أو الجلوس على طاولة حوار واحدة معها؛ حتى تبدي حسن نيتهـا وانتظار تغيير سياساتها نحو العرب ليس من السياسية والدبلوماسية في شيء هل ننتظر أن تتحسن أفعالها التي قد تتطور بما لا يحمد عقباه أم ندخل في الحوار ونحاول تقريب وجهـات النظر وتلطيف الأجواء العربية الفارسية فالحوار إحدى وسائل الغلبة التي لا تجيدهـا الحروب كل الحروب المعاصرة كانت خاسرة خصوصًا الحرب العراقية الإيرانية لم نخرج منها بفائدة تذكر عدا إضعاف وتحييد أكبر قوتين في المنطقة كان يرتعد لهـا الكيان الصهيوني؛ فكان الصهاينة أول المستفيد منها ولا أشك إن بعض مخاوف الخليج مبالغ فيهـا رغم سياسات إيران في المنطقة، ومن أهم أسباب تلك المخاوف الشحن الغربي خصوصًا الأمريكي الذي كان من أهم مكاسبه للأمريكان عقود بيع الأسلحة وغيرهـا من استثمارات سياسية واقتصادية في المنطقة والظهور بمظهر الناصر والمعين في نفاق غربي مكشوف.
وخلاصة القول إن الحوار العربي والخليجي مع إيران ستكون مكاسبه أكثر مما نتوقع وأفضل من بقاء شبح الحرب؛ جاثمًا على صدورنا والتي يعلم الجميع إنها لو قامت فلن تكون متكافئة، والخاسر الوحيد هو العرب والخليج العربي ولاشك إن عاصفة الحزم كان لهـا الأثر الكبير في محاولة إيران مغازلة الخليج في الدعوة الظريفة لظريف والجار قبل النــار.
0