المقالات

وزارة الحج وتنظيمات حجاج الداخل (3 )

وزارة الحج وتنظيمات حجاج الداخل (3 )
أحمد صالح حلبي

[JUSTIFY]من المؤكد أن مسؤولي وزارة الحج قد أدركوا قبل إعلان إصدارهم التنظيمات الجديدة لنظام الشرائح أنهم سيواجهون موجة من الغضب وعدم القبول من الكثير من أصحاب مؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل، خاصة حينما يتم وضع برنامج يضمن الحد من المبالغات في الأسعار، وتوفير خدمات جيدة تتناسب وما يدفعه الحاج مواطنًا كان أو مقيمًا من مبالغ مالية. ولا أريد إجراء مقارنة مالية فيما تتقاضاه مؤسسات الطوافة من الحاج لقاء خدمات المشاعر المقدسة؛ لأنها ستكون مقارنة صعبة، من حيث المبلغ والخدمات، لكني أقول بأنه على أصحاب مؤسسات وشركات حجاج الداخل أن يدركوا بأن زمن المبالغات في الأسعار قد انتهى، وأن راغب الحج مواطنًا كان أو مقيمًا، لابد وأن يجد موقعًا يسمح له بأداء فريضته وفقا لقدراته المالية. وحينما تضع وزارة الحج أو غيرها من الوزارات الخدمية نظاما فإنها لا تأتي به عشوائيًا، إذ لابد وأن يخضع لدراسات عدة، ومن المؤكد أن نظام الشرائح الذي أصدرته الوزارة قد خضع لدراسات اقتصادية وخدمية، ومن ثم تم إصداره، ولو أن هناك المتابع الدقيق للخدمات المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة، وقف محللًا للنظام وشرائحه وأسعاره لوجد أن الوزارة تساهلت في عدة خدمات ومطالب. وإن كنت أتفق مع من يُطالب بضرورة إعادة النظر في النظام، لكني أرجو أن يكون ذلك مبنيًا على أسس تضمن توافر كافة الخدمات والمتطلبات، وأن يتواجد الطرف المحايد الملم بالخدمات الواجب توافرها للحاج. كما أتفق مع من يطالب بضرورة دراسة جدوى العمل في مجال خدمات حجاج الداخل، لكني أتمنى أن تكون الدراسة معدة من قبل طرف محايد أيضًا؛ لأنها سنكون دراسة مبنية على أسس صحيحة. أما من ينبري ويدعي حرصه على خدمة الحجاج حتى وإن كان بدون مقابل فهذا الأمر لا أصدقه ولن يصدقه الكثيرون؛ لأنه جاء بهدف الإثارة الإعلامية لا أكثر، والمثل الشعبي يقول: “ما من مصلي إلا وطالب مغفرة”، ومن غير المعقول أن تقدم مؤسسة أو شركة متخصصة في خدمات حجاج الداخل على تقديم خدماتها بالمجان !
وإن كان هناك نية للعمل بالمجان؛ فأتمنى من مدلي هذا التصريح أن يسعى للتعاقد مع محبي الخير الراغبين في تحمل تكاليف الحج لبعض الفقراء والمحتاجين، فهناك العديد من فاعلي الخير الراغبون في تحمل تكاليف الحج، لكنهم لم يستطيعوا القيام بذلك لكنهم لا يستطيعوا القيام بذلك نتيجة للمبالغات في الأسعار.
وختامًا أقول إن أردنا الوصول إلى حلول للكثير من المشكلات التي تواجهنا؛ فلابد أن يكون حديثنا موضوعيًا، ومعتمدًا على العقلانية أكثر من اعتماده على المصلحة الخاصة، لا أن يكون بهدف الإثارة الإعلامية فخدمة الحاج مكسب ديني لا مكسب مالي. [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى