مودة الفؤاد
صُورَةْ
نبيه بن مراد العطرجي
تَناقلت وسَائل الإعْلام المختَلفة صُورة لِطفل سُوري بَريء غَرق فِي البَحر أثَر إنقِلاب القَارب الذِي يَقله مَع عَائلته ، وتَلاعبت بِه الأمْواج وقَذفته عَلى رمَال شَاطيء البَحر المتَوسط بتركيَا ليُسجى عَلى وجْهه فَوق الرمَال .
صُورة … هَزت العَالم أجمَع .
صُورة … أبْكت أعيُن مَن شَاهدوها .
صُورة … تَعاطف معهَا الجمِيع .
صُورة … مِن ضِمن الصُور التِي نَراها لأطفَال كثَار فَارقوا الحيَاة
نتِيجة العِدوان عَليهم بأشْكال مُختلفة .
صورة … هنَاك غَيرهَا مِن صُور يَتألم القَلب لهَا .
صُورة … تُجسد مَأساة إخوَاننا فِي الإسْلام اللاجئِين السُوريين .
صُورة … سببهَا نظَام بشَار الجَائر .
صُورة … هَل أيْقظت قَلوب أصحَاب القَرار .
صُورة … لعَلها تَرفع الغُمة عَن الأمْة بالدُعاء .
صُورة … تقُول أنّ الرَحمة تُولد مَع الإنْسان .
صُورة … حَركت أقْلام الكتَاب والشُعراء فلعلهَا تُحرك القُلوب .
صُورة … مَن المسْئول عَن حقِيقتها .
صُورة … أوضَحت أنّ الأمَانة مفقُودة .
صُورة … سيشَاهدها أحفَادنا ويَعرفوا مَاضينا الأليمْ .
صُورة … ليسَت للذِكرى لمرَح طفُولي جَميل .
صُورة … تِسأل الجمِيع بأيّ ذَنب قُتل .
صُورة … تَأخذ وهجهَا الإعْلامي المنِير ثُم تَندثر مَع سَابقَاتها .
والسُؤال الذِي يَطرح نَفسه :
كمْ مِن طِفل غَرق فِي البَحر ولَا أحَد يَعلم عَنه ! وكمْ مِن طِفل
سَيغرق ولَا أحَد يَدري عَنه !
طِفل فِي عُمر الزهُور لَا حَول لَه ولَا قُوة خَرج مِن دَارة هَرباً مِن
السِلاح دُون أنْ يَعرف السَبب ، ليَبحث عَن الحيَاة مَع ذَويه فَمات
غَرقاً قَبل أنْ يَذوق طَعمها ، فقَد أهْله والحياة معاً لكَونه بَلا وطن
، ولَا عِزه ، ولَا كرَامة .
