المقالات

أنشودة العمر.. مكة

أنشودة العمر.. مكة
عبدالرحمن عربي المغربي

[JUSTIFY]بيت الله الحرام مركز الدعوة الاسلامية وحج بيته الحرام ركناَ من اركان الاسلام هذا المؤتمر العالمي الذي يلتقي الانسان بعالم الحقيقة ليشعر بخروجه من دنياه الى ربه عز وجل واليوم تجتمع الوفود ، يتجمع الحجيج في عرفات في هذه البقعة الطاهرة يفدون ونراهم يأتون فوجاَ بعد فوج من كل بقاع الدنيا على جسد واحد وبلباس واحد وعلى لسان واحد ” لبيك اللهم لبيك ” يلبون دعوة ربهم عز وجل و يمتثلون لامره جل وعلآ ( واذن في الناس بالحج يأتوك رجالاَ وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) ، هذه الوفود اتت شعثاَ غبراَ مشاعرهم قبل قلوبهم معلقة بالطاعة لخالقهم وهم يتربصون رحمته تعالى بعد أن فارقوا الاهل والاحباب وقبلها فارقوا الملذات ينتظرون ويرجون رحمه السماء ويرفعون اكفهم ليسألون عز وجل المغفرة والثواب ، الله ، ماأروع هذا المنظر العجيب الوقوف بعرفات ، الوقوف بجبل الرحمة هذا الوقوف الذي يشعر به الواقف بإصلاح خطأه ويمنعه في السير في الاتجاه الخطأ ، وهذه الحكمة الالهيه تحمل كثير من المشاعر والاحاسيس والتي أهمها شعور الحاج بأنه في مقام عظيم وموقف مشهود لتعظيم هذه البقعة الطاهرة في هذا البلد الحرام مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية ، تعظيم الكعبة المشرفة ، القبلة التي يتوجه إليها مشاعر وقلوب المسلمين والمصلين .

الله ، آي شعور يحس به الحاج في هذا الموقف التاريخي العظيم في عرفات الله ، وهو يقف بين يدي المولى عز وجل يطوف ويسعى في بيته العتيق ويداه تلمس الملتزم وبصره الى حيث وقف المصطفى صلى الله عليه وسلم عند باب ا لكعبة عندما فتح مكة وكان رؤوفا رحيما عندما قال كلماته التي سجلها التاريخ – لاتثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء ، عليك صلوات الله وسلامه ياسيد الكونين جاءت كلماتك بعد ان ضل الجميع يرقب ماذا تقول ولكن رحمة بهم كيف لا وأنت الرحمة المهداه الى البشر جميعهم ( ولو كنت فضاَ غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) وفي حجة الوداع كانت الوحده الاسلامية والقى صلى الله عليه وسلم خطبته المأثورة في وادي عرفات عندما وجد القبة التي ضربت له بنمره ، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر القصواء ناقته فرحلت له فأتى بطن الوادي وخطب في الناس – وقال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمه يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعه .

فأتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداَ تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباَ غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم مالن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ، وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا – نشهد أنك قد بلغت واديت ونصحت فقال بإصبعه – يرفعها إلى السماء وينكسها الى الناس – اللهم اشهد – اللهم اشهد ثلاث مرات .
لقد ابلغت امتك كل التعاليم الاسلامية الاساسيه واخذت العهد منهم حتى يبلغوها .

بعد هذه الكلمات المضيئة المشرقة توفى الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد شهرين وقد انتشر الاسلام واكمل الصحابه رضوان الله عليهم المسيرة حتى اصبحت رسالتهم بتبليغ الدين وقد سخروا ارواحهم وانفسهم وكل ما يملكون حتى انتشر الاسلام في كل بقاع الدنيا ،ولكن هناك هدف حقيقي وهو أنن هذا النسك لاينتهي بمجرد أن ينتهي الحاج من هذه الشعيرة يعني ان العمل يبدأ بعد الانتهاء من نسـكه ليبدأ رحلة مهمة حتى يشعر بالنقاء والصفاء .
[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى