المقالات

تعب الأبناء وهموم الآباء

عشت بداية حياتي في مجتمع زراعي , ومع أن الإهتمام بالزراعة في منطقتنا كاد أن ينتهي إلا أنني اتذكر تلك الأيام بمعاناتها وتعبها , فجميع أهل البيت يتعبون كل له دوره .. تبدأ المرحلة بحرث الأرض وبذر الحبوب ثم ينتظر الجميع ظهور النبات ويستمر الجميع في المتابعة وتنظيف المزرعة مما قد يضر الزرع , ويواصل المزارع سقي الزراعة في المزرع (المسقوي ) من الآبار , ويهتم بتنظيف مجرى الماء والتي تسمى ( الخُلج ) للمزرع ( العثري) استعدادا لنزول الأمطار حتى لايذهب ماء المطر بعيدا عن الزرع , وفي النهاية يأتي موسم الحصاد فيحصل كلٌ على قدر مزرعته وقدر تعبه واهتمامه بزراعته ..

تذكرت هذا الأمر في هذه الأيام التي تشبه أيام الحصاد فهي موسم اختبارات الطلاب .. ترى الاهتمام من الجميع , وتلحظ المعاناة في وجوه الآباء , لايخطيء الحدس حين تلاحظ أحدهم فتعلم أن لديه أبناء يهتم بهم وباختباراتهم خاصة طلبة المرحلة الثانوية ( التوجيهي ) ..

ليس هدفاً لي إصابة القاريء بالإحباط ولكننا لو قارنا الدراسة بالزراعة فلنا أن نتساءل هل اهتم الاباء بالدراسة منذ بداية السنة الدراسية ؟!.. وهل تابع الآباء أبناؤهم ومدارسهم طوال سنة الدراسة ؟! ..

منذ بداية السنة الدراسية كان يجب الاهتمام والمتابعة , بل منذ بداية المراحل الدراسية كان الأحرى أن يتم ذلك .

أما الآن فما أراه واجباً على الأهل هو تهيئة الجو المناسب للدراسة وتشجيع الأبناء ورفع معنوياتهم وزيادة جرعات الثقة في نفوسهم ومن أهم وسائل رفع المعنوية أن لايدع الأهل القلق يسيطر عليهم هم فيؤثر ذلك على ابنائهم .. كما أن حصول الابناء على النوم الكافي يؤدي الى صفاء الذهن للدراسة ممايساعد في الحصول على نتائج جيدة ..

إن استمرار التفكير في الاختبار السابق والاخطاء التي حصلت يشتت الذهن ويفقد التركيز في الدراسة للاختبار القادم مع أن ذلك لن يفيد ولن يغير شيئا في الماضي فقد انتهى لهذا أرى أن نهتم بالقادم فهو مانستطيع التحكم فيه ايجاباً أو سلباً .

إن الإختبارات ليست إلا تقييم لجهد دراسة عام مضى , وإن حصل فيه بعض الإخفاقات فليست نهاية العالم وهناك الفرصة للتعويض مستقبلا , حتى الناجحين في الحياة والذين يشار اليهم بالبنان إن سألتهم وصدقوا مع النفس ومع الآخرين ستجد لهم بعض الإخفاقات في حياتهم ولكنهم منها تعلموا وصححوا ماوقعوا فيه من الأخطاء حتى أدركوا النجاح والفشل دافع ومحفز قوي لدفع الشخص نحو النجاح فالناجح ليس من لايفشل ولكنه من يستفيد من الفشل لتحقيق النجاح ..

يقول الكولونيل هارلاند ساندورز : (على المرء أن يتذكر بان كل فشل يمكن ان يكون خطوة نحو تحقيق شيء أفضل) , ويقول توماس أديسون : (ضعفنا الأكبر يكمن في الإستسلام، وأكثر الطرق المؤكدة للنجاح هي ان تحاول مرة أخرى ) ..

نقطة أخرى أود الاشارة اليها هنا وهي أن مابعد الإختبارات لايجب أن يشغل الطالب وأهله , نعلم أن مابعد الامتحانات خاصة لطلبة التوجيهي ستبدأ مرحلة أخرى من التعب والمعاناة والمطاردة للتقديم في جامعات وكليات وغيرها من مناحي الحياة حيث أن الثانوية ليست إلا عنق الزجاجة التي توصل الى خارج الزجاجة .. لكن التفكير فيما بعد الاختبارات علينا أن نؤجله الى حينه فتقسيم السنة الى مراحل هو الأولى .. مرحلة الدراسة فمرحلة الاختبار ثم مرحلة التقديم في الجامعات وغيرها وكل مرحلة لها وقتها , وهذا أشبه شيء بالزراعة التي ذكرتها في بداية المقال ( مرحلة الحرث وبذر الحبوب فمرحلة ظهور الزرع والسقيا ثم مرحلة الحصاد ودرس الحبوب ) ..

قد يرى البعض أنني كنت منظرا في هذا المقال ولكنها تجاربي وتجارب آخرين أحببت الإشارة اليها أتمنى أن يكون بها بعض فائدة لأبنائنا الطلاب ولأهاليهم ..
أسأل الله لجميع أبنائنا الطلاب النجاح في الاختبارات , والتوفيق للجميع ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا كلام منطقي وواقعي

    يجب ان تكون المتابعة من بداية العام الدراسي من قبل اولياء امور الطلاب

    نهاية العام الدراسي هي بداية الحصاد لعام دراسي طويل ومتعب .. فيجب على الاباء ان لا ينتظروا من ابنائهم المستحيل .. يجب عليهم تهيئة الجو والمناخ الدراسي الملائم

    أسأل الله لجميع اخواننا الطلاب التوفيق والنجاح الدائمين
    سلم قلمك كاتبنا الرائع / علي ضيف الله

  2. تشبيه بليغ اخوي علي ويجب ان تكون المتابعه من قبل بدء العام الداراسي وليس في نهايته فقط كما يفعل بعض اولياء الامور هداهم الله

  3. طلاب اليوم لا يمكن مقارنتهم بطلاب الأمس بأي حال من الأحوال .

    فهؤلاء جيل الإنترنت والبلايستيشن وليسوا جيل البناء .والنهضة والتطور .

    سيدي العزيز
    مخرجات التعليم من الطبيعي أن تكون سيئة وغير مبشرة بالتغيير على الأقل في الوقت الحاضر ، فرغم أن وزارة مثل وزارة التربية والتعليم تأتي كثاني أكبر وزارة من ناحية الميزانية إلا أن معظم مبانيها متهالكة ومستأجرة فكيف تكون مخرجاتنا متميزة في بيئة غير صحية ولا ملائمة .

    أضف إلى ذلك الحشو في المقررات والمناهج والتي أثقلت كاهل الطلاب .

    الطالب ملام لأنه ارتكن للدعة وتشاغل بمغريات العصر ، والوزارة يقع عليها اللوم الأكبر ، ولكن ربك يفرجها .

    شكرا لقلمك السيال الذي تحدث عن جيل قديم أفرز قادة من أمثالك .
    تقبل تحيتي
    ابن جدة

  4. نصائح ثمينة ، وحكم قيّمة . .

    أعتقد لو أخذت الأُسر والطلبة ببعض منها لكانت من أسباب نجاحهم . .

    لك الشكر أبا ضيف الله

  5. وفي النهاية يأتي موسم الحصاد فيحصل كلٌ على قدر مزرعته وقدر تعبه واهتمامه بزراعته ..
    ::
    بارك الله في قلمك / علي بن ضيف الله

    أسأل الله للجميع التوفيق والنجاح

  6. أما الآن فما أراه واجباً على الأهل هو تهيئة الجو المناسب للدراسة وتشجيع الأبناء ورفع معنوياتهم وزيادة جرعات الثقة في نفوسهم

    هنا بيت القصيد يابا ضيف الله

    اذا فات الفوت وحصل التقصير في عملية بذر الحبوب والحرث والسقاية فلنلحق ما يمكن الحاق به

    اقل شي حماية الزرع بما جاد الله به

    لك شكري وتقديري

  7. وهذا مانتمناه من اولياء الأمور متابعه الإبن من بدايه العام الدراسي.

    وليس بمتابعه الإبن فقط في البيت وإنما متابعته في البيت والمدرسة.

    نتمنى كل التوفيق لجميع الطلاب والطالبات.

    شكرا للكاتب القدير/علي بن ضيف الله.

  8. أيها الفاضل
    المقارنة والتشبيه بين الزرع والأبناء مقارنة في مكانها وبالفعل تقرب المقصد لمفهوم القريء
    في مقالتك الفلسفية هذه تجلت الحكمة واضحة
    بالفعل تقسيم الامور لمراحل والتركيز على كل مرحلة هو اساس النجاح و جمال الحصاد
    تبارك الفكر والقلم

  9. فعلا كلام منطقي وواقعي

    يجب ان تكون المتابعة من بداية العام الدراسي من قبل اولياء امور الطلاب

    نهاية العام الدراسي هي بداية الحصاد لعام دراسي طويل ومتعب .. فيجب على الاباء ان لا ينتظروا من ابنائهم المستحيل .. يجب عليهم تهيئة الجو والمناخ الدراسي الملائم

    أسأل الله لجميع اخواننا الطلاب التوفيق والنجاح الدائمين
    سلم قلمك كاتبنا الرائع / علي ضيف الله

  10. تشبيه بليغ اخوي علي ويجب ان تكون المتابعه من قبل بدء العام الداراسي وليس في نهايته فقط كما يفعل بعض اولياء الامور هداهم الله

  11. طلاب اليوم لا يمكن مقارنتهم بطلاب الأمس بأي حال من الأحوال .

    فهؤلاء جيل الإنترنت والبلايستيشن وليسوا جيل البناء .والنهضة والتطور .

    سيدي العزيز
    مخرجات التعليم من الطبيعي أن تكون سيئة وغير مبشرة بالتغيير على الأقل في الوقت الحاضر ، فرغم أن وزارة مثل وزارة التربية والتعليم تأتي كثاني أكبر وزارة من ناحية الميزانية إلا أن معظم مبانيها متهالكة ومستأجرة فكيف تكون مخرجاتنا متميزة في بيئة غير صحية ولا ملائمة .

    أضف إلى ذلك الحشو في المقررات والمناهج والتي أثقلت كاهل الطلاب .

    الطالب ملام لأنه ارتكن للدعة وتشاغل بمغريات العصر ، والوزارة يقع عليها اللوم الأكبر ، ولكن ربك يفرجها .

    شكرا لقلمك السيال الذي تحدث عن جيل قديم أفرز قادة من أمثالك .
    تقبل تحيتي
    ابن جدة

  12. نصائح ثمينة ، وحكم قيّمة . .

    أعتقد لو أخذت الأُسر والطلبة ببعض منها لكانت من أسباب نجاحهم . .

    لك الشكر أبا ضيف الله

  13. وفي النهاية يأتي موسم الحصاد فيحصل كلٌ على قدر مزرعته وقدر تعبه واهتمامه بزراعته ..
    ::
    بارك الله في قلمك / علي بن ضيف الله

    أسأل الله للجميع التوفيق والنجاح

  14. أما الآن فما أراه واجباً على الأهل هو تهيئة الجو المناسب للدراسة وتشجيع الأبناء ورفع معنوياتهم وزيادة جرعات الثقة في نفوسهم

    هنا بيت القصيد يابا ضيف الله

    اذا فات الفوت وحصل التقصير في عملية بذر الحبوب والحرث والسقاية فلنلحق ما يمكن الحاق به

    اقل شي حماية الزرع بما جاد الله به

    لك شكري وتقديري

  15. وهذا مانتمناه من اولياء الأمور متابعه الإبن من بدايه العام الدراسي.

    وليس بمتابعه الإبن فقط في البيت وإنما متابعته في البيت والمدرسة.

    نتمنى كل التوفيق لجميع الطلاب والطالبات.

    شكرا للكاتب القدير/علي بن ضيف الله.

  16. أيها الفاضل
    المقارنة والتشبيه بين الزرع والأبناء مقارنة في مكانها وبالفعل تقرب المقصد لمفهوم القريء
    في مقالتك الفلسفية هذه تجلت الحكمة واضحة
    بالفعل تقسيم الامور لمراحل والتركيز على كل مرحلة هو اساس النجاح و جمال الحصاد
    تبارك الفكر والقلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى