مُنَاجاةُ حَاجٍّ “3”
أَيُّها البيتُ العظيمُ!! كيفَ أُوْفيْكَ منزلتك؟
عبد الرحمن عبد القادر الأحمدي
كم شهدَّتَ أَيُّها البيتُ المعمورُ خشوعَ عابدٍ .. ودُموعَ ساجدٍ .. وكم شهدَّتَ إجلالَ مستغفرٍ.. وخضوعَ مستجبرٍ .!! كيفاَصِفُك أَيُّها البيتُ المَهيبُ!!؟ وقد عرفَك ملايين البشر منذ آلافِ آلافِ السِّنين؛ من ساجدين وراكعين وحامدين وشاكرين ومستغفرين ومُحبِّين وتائبين..لنَّظرةُ الأولى تجاهك رغبة ورهبة.. والنَّظرةُ الأخيرة صوبك دموع وحسرة .. في أرجائك يزهد النَّاس في دنياهم.. وتهون عليهم ملذاتُهم.. فلا ألذَّ ـ في رحابك الواسعة ـ من مناجاةِ كريم .. ولا أطيبَ ـ في أركانك ـ من مُهامَسَة سميع عليم .. آهٍ كم تخنُقني عبراتي وأنا بجوار الملتزم أُناجي السَّميعَ العليمَ .. وكم تَنهمر دموعي وأنا في حِمى الحجر الأسود أُطلبُ الكريمَ المجيدَ .. وكم وكم ممَّا لا يُوصف ولا يُعدُّ!! اللَّهم أكرمنا دائمًا. وأَبدأُ بالصَّلاة بين أركانه .. ففي باحَتِك يلهج اللِّسانُ للكريم صدقًا في القول .. ويرنو القلبُ للعظيم إخلاصًا في الدُّعاء .. أنتَ أَيُّها البيتُ الجميلُ كلُّك خيرٌ وبركةٌ وأمانٌ واطمئنانٌ .. في باحَتِك الكلُّ محتاجٌ مشتاقٌ؛ محتاجٌ لِعَغْوِ المولى اللهِ وكرمِه .. مشتاقٌ لرِضَاهُ ورحمتِهِ .. أَيُّها البيتُ العظيمُ!! لكَ في العين مَهابةٌ .. وفي القلب سعادةٌ .. وفي النَّفس طمأنينةٌ ..
أَيُّها البيتُ العظيمُ لن أُوْفيْك حقّك .. فربِّي وربُّكِ اللهُ .. سأكون في باحتِكَ طائعًا .. خاشعًا .. باكيًا .. مُحبًّا .. راجيًا .. مستغفرًا .. تائبًا .. مُتأدِّبًا بآدابِ خير الخلق حبيبِنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم .. يا ربِّ سأُكَحِّل ناظِريَّ برؤيتِه .. وساستَمتع بالوقوف بين جنباته .. وسأطوف في أروقته الطَّاهرة .. وسأسعى بين الصَّفا والمروة.. وسأشرب من مائه المبارك .. وسأَرْوِي روحيَ منه يقينًا وإيمانًا قبل أن يَطيبَ جسدي منه ويشبعَ .. وسأَدعُو .. وأَدعُو .. يا ربِّ لا تحرمني رؤيتَه طالما في روحي حياةٌ .. وفي قلبي نبْضٌ .. وفي عروقي دمٌ..[/JUSTIFY]
——————————————
مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=60[/url]