المقالات

شُهَدَاء مِنَى

 

لبَيك اللهم لبَيك … لبَيك لَا شَريك لَك لبَيك .
فِي يَوم عِيد الأضْحى المبَارك الذِي أقَره الإسْلام للفَرح ، شَهد مَشعر مِنى لهَذا العَام 1436هـ حَادثه مَأساوية رَاح ضَحيتها مَا يُقارب ألفْ حَاج فَارقوا الحيَاة وهُم بِلباس الإحْرام مُلبين مُهللين نتَيجة عَدم تَقيد بَعضهم بالتعْليمات التِي أعتَمدتها الجهَات المعنِية لسَيرهم تجَاه الجمرَات ، ولمْ يَستجيبوا لتَوجيهات رجَال الأمْن المتَواجدين عَلى مَدار اليَوم فِي كُل مكَان ، فخَالفوا الأوَامر والتَعليمات التِي وجِهت لهُم عمْداً ، فنَتج عَن ذَلك التَدافع البَشري عَرقلة إنسيَابية سَير المشَاة فِي مَوقع الحَدث ، وكَانت الكَارثة الحزينَة التِي أودَت بأروَاح بَعض الحجَاج الأبْرياء الذِين لَا حَول لهُم ولَا قُوة ، وإصَابة البَعض الآخر بإصَابات مُختلفة .

فالخُطط التَنظيمية التِي وضعَت لتسِير منْظومة الحجْ عَلى أعْلى مسْتوى ، أسْتَنفذت مِن القِيادة الحَكيمة الوَقت والجُهد والمـَال الكثِير مُنذ إنتهَاء مُوسم حجْ العَام الماضِي 1435هـ ليَظهر مُوسم الحجْ لهذَا العَام وكُل عَام بإذْن الله بالشَكل الرَاقي ، ويَرتاح ضيُوف الرحمَن فِي آدَاء مَنسكهم الذِي فَرضه الله عَليهم مَرة فِي العُمر ، فيُأدوا فَريضة الحجْ فِي أمْن وأمَان ورَاحة بَال وإطمئنَان .
فمسْئولية القِيادة وضْع الخُطط التِي تَهدف إلَى تنظِيم منَاسك الحجْ بالصُورة المتَكاملة لتتماشَى مُع عَدد الحجَاج الكبير الذِي يلَبي ويُهلل خِلال فَترة زَمنية مُحددة ، وفِي مكَان مَحدود المسَاحة ، وليْس مِن مسْئولياتهَا تَنظيم سُلوكيات الحجَاج مخْتلفي الجنسيَات واللغَات والعَقليات .

ومَا حصَل صَبيحة يَوم عِيد الأضْحى مِن كَارثة التَدافع يَعي الوَاعي الحكِيم فِي أحكَامه بأنّ مَا قَام بِه أولئكْ البَعض مِن الحجِيج مَا هو إلّا أمْر مَدروس مِن قِبل مُنظمين مَقصدهم وهَدفهم الإسَاءة لكيَان هَذه الدَولة التِي بَذلت وتبْذل الكثِير لرَاحة ضيُوف الرحمَن .
ولكِن لنْ تُؤثر هدِه الحَادثة فِي سُمعة المملَكة الطَاهرة ، وسَتظهر التحقِيقات بإذنِ الله تَعالى حِقد الأعَداء الذَين مَات الضَمير فيهَم ، وسَعوا لتَنفيذ هَذه الحَادثة ، وقتَلوا حجَاج أبريَاء مُقبلين عَلى الله ليَغفر لهَم ، ويَعودوا لديَارهم وأهلهِم سَالمين غَانمِين كيَوم وَلدتهم أمهَاتهم ، فَكانت الشِهادة لهَم وهمْ مُحرمين فِي مشْعر مِنى ، فيَالها مِن خَاتمة حسَنة ، وشهَادة أكْرمهم بهَا الرحمَن الرَحيم جَمعت بَين الزَمان والمكَان والتَلبية .

اللهم أكْتب لَهم الأجْر والثَواب ، وأكتُب لولَاة أمْرنا أجْر خِدمتهم . ولَا حَول ولَا قُوة إلّا بالله العظِيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى