المقالات

مزاعم التكفير

مزاعم التكفير
عبدالعزيز سعد الثقفي

[CENTER][IMG]https://pbs.twimg.com/media/CP3K7avUkAAixOZ.jpg[/IMG] [/CENTER] [JUSTIFY]تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعًا اشمأزت له النفوس وتقطعت له نياط القلوب، وغدا حديث المجالس في مجتمعنا السعودي، حتى على مستوى الأسرة الصغيرة، وغدت استغاثة شهيد شملي حائل بابن عمه سعد (السفاح) مصدر ألمٍ لمن سمعها، فقد ظن المغدور به أن ابن عمه لا زال يحمل مشاعر إنسانية أو يرعى أواصر قربى. وقد حوله تنظيم داعش من إنسان إلى نظام حيواني يفترس ما حوله ويمارس ما تمارسه حيوانات الغاب دون إعمال العقل الذي وهبه الله ليميزه عن البهائم، ليصبح من ينقاد لفكر هذا التنظيم ينطبق عليه قول الله تعالى ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ الفرقان 44

ما حدث في حائل قد يحدث في أي مكان آخر في بلادنا الحبيبة، بل إنه متوقع الحدوث، فلا فرق بين من فجر بيوت الله على المصلين أو من أطلق نيرانه الغادرة على من يحرس الأمن في وطنه، وبين من خان وغدر بابن عمه فأرداه قتيلاً، صور متباينة في التخطيط والتنفيذ متشابهة في المصدر والمصير.

هذا الموقف الذي أقض المجتمع السعودي يجعل ذا اللب يدرك المؤامرة التي تحاك لهذا الوطن بأبنائه، فالأمر يتجاوز قضية التكفير المزعومة، وهل سمعتم بحادثة شبيهة لهذه في بلد آخر؟!!، هل وجدتم في بلد ينعم بالأمن – عربي أو غير عربي – من يقوم باغتيال عساكر وطنه الذين يسهرون على تحقيق الأمن والاستقرار لبلادهم، أو من يغتال أقاربه ومعارفه وأصدقاءه دون ذنبٍ أو حق؟!!
إن الأمر يتجاوز مسألة التكفير، فليس المقصود قتل أي شخص لكفره ناهيك عن كونه مسلمًا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وفي بلد ترفرف فوقه راية التوحيد ويُحَكَّم فيه كتابُ الله وسنة نبيه، ولم تعد حيلةُ هذا التنظيم غائبةً على ذي لب، فمن يطلب قتلَ كافرٍ فطلبه موجود في أماكن الكفر والإلحاد المعروفة، وإن كان ذلك – أيضا – محرمًا إلا ما كان وفق تأطير إسلامي يضمن الحق لكل ذي حق، ولكنها المؤامرة الكبرى للنيل من وطن التوحيد الذي سخر إمكاناته لخدمة الدين الإسلامي القويم الذي جاء به خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذا ينبغي إعادة الخطاب التوعوي في جانب التحذير من تنظيم داعش وأهدافه المقيتة، وعلى الدعاة والمفكرين والعلماء والإعلام بكل وسائله التعبئة الفكرية العامة للتصدي لهذا الفكر المُسيَّس بمنهجيته الأيديولوجيَّة البغيضة الساعية في أرض الحرمين فسادًا وإفسادا، والوقوف يدًا بيد مع قيادة وحكومة بلادنا الغالية لإنقاذ أجيالنا من براثن المفسدين.[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى