يؤمن العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، بالجهود المميزة والمشاريع العملاقة، والإنجازات الجبارة، والتطورات الحديثة لأضخم وأكبر مشروع توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، تصل تكلفتها مئات المليارات، صُرفت للتوسعة، ذات التحفة المعمارية لتكون الطاقة الاستيعابية للحرم في ذروتها القصوى أكثر من ثلاثة ملايين مصلٍّ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة، ورافق التوسعة جهود كبيرة في تطوير باقي المشاعر المقدسة لتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين، وقارب الانتهاء من تجهيز35 قطارًا كهربائيًّا، ستكون في خدمة الحجاج والمعتمرين عام 2016 لتربط بين مكة والمدينة، مرورًا بمدينة جدة؛ ليكون جاهزًا لاستقبال 12 ألف راكب في الساعة، كما تثق وتطمئن المجتمعات الإسلامية أن مقدساتها في أيد أمينة، يقف وراءها ملك حازم، تغمره مشاعر السرور وشلالات الفرح عندما يهتم بضيوف بيت الله الحرام، ويعمل وفق شعار (خدمة الحاج شرف ليس بعده شرف) كما يقاسمه شعبه الأبي، الذي نذر نفسه مع قيادته وحكومته لخدمة بيت الله وضيوفه، وتنافسهم للسهر على راحة الحجيج، وتوفير الأمن لهم وتسهيل أداء مناسكهم في جو إيماني مفعم بالهدوء والطمأنينة، كما شارك في موسم حج هذا العام مئات الآلاف من موظفي قطاعات ومؤسسات الدولة، أمنية وصحية وغيرها، لخدمة أكبر تجمع بشري في العالم؛ حيث تجاوز مليوني حاج من مختلفي الأعمار والأجناس والثقافات والوعي، مجتمعين على نيل الثواب، وأن يكون حجهم لا رفث فيه ولا فسوق، يؤلمهم ما يحدث من تعكير صفو الحج وسلامة الحاج، بإثارة النفوس، وتجييش الأحقاد، وتحرك الأجساد بشعارات جوفاء، وهتافات بلهاء، وتظاهرات خرقاء، يُدبر فيها افتعال للأحداث تؤدي لاشتباكات وتدافع؛ ينتج عنها وفيات بالمئات وإصابات بالآلاف من قيادة طهران، التي تستغل حجاجها بالمعلومات المغلوطة والمشوهة عن حقيقة الإسلام، ففي كل موسم حج، لها سجل حافل وسوابق إجرامية وتاريخ دموي، ينزف كرهًا وقلاقل وإرهابًا وفتنة، منذ اعتلاء الخميني سدة الحكم لتحقيق حلم مؤسس الدولة الصفوية إسماعيل، بعودة الفرس وتحقير العرب، وتحويل الحج من بيت الله الحرام والكعبة المشرفة إلى مدينة مشهد الإيرانية، التي تضم مقام الرضا، ثامن الأئمة الاثنى عشر لدى الشيعة، ومنذ انتصار الثورة، أخذت إيران على عاتقها إفساد مواسم الحج كل عام عبر مظاهراتها وشعاراتها في المشاعر المقدسة، كما تقوم البعثة الإيرانية بتجاوزات، منها توزيع مصاحف محرفة تباع بمبالغ زهيدة وأشكال زخرفية جميلة بهدف تشويه سمعة المملكة بمثل هذه الأفعال، وتم الكشف هذا العام عن 70 ألف مصحف محرف، ولا ننسى نشرها التدمير والتفجير، ويؤكد ذلك قادتهم؛ فرئيس وزراء إيران مير حسين موسوي السابق، ومرشح الرئاسة الإيرانية خروبي اتهما المخابرات الإيرانية بأنها كانت وراء تهريب المتفجرات لتنفيذ خطة تفجير المسجد الحرام عام 1986م، وأنها كانت السبب في مقتل حوالي 500 إيراني في الاضطرابات التي حدثت في مكة1987، وفي موسم حج 1989، دبرت انفجارين في الطرق المؤدية للحرم المكي، وفي موسم حج هذا العام، قامت مظاهرة إيرانية ضخمة تضم قرابة 300 حاج إيراني بالتحرك والتدافع في اتجاه معاكس بمنى رفضوا العودة، كانوا يرددون شعارات سياسية ضد المملكة بدلًا من التهليل والتكبير، مخالفين لتعليمات عمليات التفويج حسب اعتراف أحد مسؤولي البعثة الإيرانية؛ مما تسبب في إعاقة الحركة ونتج عنها وفاة 131 شخصًا وإصابة60 من الإيرانيين، وأودى التدافع بحياة 769 شخصًا، وأوقع 934 جريحًا، وتم استغلال ما حدث للاصطياد في الماء الآسن من فئة تبث سمومها عبر أبواق الإعلام الرخيص لفضائيات وصحف الفتنة التي تبث أكاذيبها وحقدها، للتقليل من النجاحات المضيئة العظمى، والخدمات المكثفة الجليلة، والعناية الفائقة بأعلى معايير السلامة التي تقدمها المملكة لخدمة الحجيج، وستكشف الحقائق عن سبب هذا التدافع بعد التحقيقات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، رجل المرحلة الراهنة، الذي أكد في كلمته خلال استقباله لقادة ورؤساء الوفود لموسم الحج، حرصه على رقي العالم العربي ووحدته؛ حيث قال: إننا من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية، وانطلاقًا من دور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي، نؤكد حرصنا الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك، ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار.
( إضاءة):
كم تطلبـــونَ لنا عيبًـا فيعجزَكم ** ويكرهُ اللهُ ما تأتونَ والكــرمُ
مقال ممتاز في سبيل التصدي للهجمة المسعورة التي تشنها إيران وأذنابها وأصحاب الأهواء والأبواق الحاقدة .
مقال ممتاز في سبيل التصدي للهجمة المسعورة التي تشنها إيران وأذنابها وأصحاب الأهواء والأبواق الحاقدة .