المقالات

إعلامنا عاجِــز .. يخاطب نفسه!

حَـادثتا (رافعة الـحَـرم، والتدافع في مِـنَـى)، وما تَـبِـعَـهما من ردود أفعال عالمية أرى بأنهما قَــد كَـشَـفَـتا عن خَــلَـل واضح في (إعلامنا) الذي أجده بَـدَا عاجزاً عن إظهار الحقائق حول جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الأماكن والمشاعر المقدسَــة، وما أنفقته في هذا الميدان من مليارات تعادل ميزانيات العَــديد من الـدّول!
(حقائق) لو أنها وصلت للذهنية الإسلامية والدولية وسكنتها وترسخت فيها منذ سَــنوات خَــلَــت، لكانت الجِــدَار العَـازِل بينها وبين ما تَـبُـثُّـه وسائل الإعلام الحاقدة من سُـمُــوم مستغلة الحوادث العابرة؛ لِـطْـعْـن (السعودية)، والانتقاص من إمكاناتها وخبراتها في إدارة الــحَــج!
فإذا كُــنّـا نعيش في عصر ثورة وسيطرة الإعلام بمختلف قوالبه وأدواته الحديثة، وقــدرته الظاهرة على التأثير في العقول والمجتمعات؛ فإن إعلامنا (أو لِـنَـقُــل معظمه) مُـتَـقَـوّقِـعٌ على نفسه، فما يُـطرح فيه إنما هــو للاستهلاك المحلي، فنحن بعيدون عن المحيط الخارجي، ندور فقط في فَـلَـكِـنَـا، ونخاطب أنفسنا بتقارير وأخبار ومقالات لايراها ولايقرؤها أو يسمعها إلا (نَـحْــن)!
إفرازات الواقع ومعطياته، وما مَـرت بها بلادنا مِـن أحداث قريبة، وقُـدرة الإعلام على صناعة الـحَـدث ومَـا يَـتْـبـعه (كلها) عوامل تنادي بسياسة إعلامية خارجية جديدة لاتنسى الداخل؛ لكنها تُــركز على زراعة الأصدقاء بالخارج، ونحن ولله الحمد نملك رصيداً ضخماً من العطاءات والإنجازات قادراً على كسب القلوب التي نبضها الصادق سيرفع الراّيات دِفَـاعاً عنّـا في مواجهة أصوات وأقلام أعدائنا!
وفي هذا المجال كم أتمنى إطلاق قنوات فضائية بميزانيات ضخمة بلغات مختلفة تنطق بالحَـقّ بلسان بلادنا، إضافة لِـنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والمعتدلة!
وما أقصده هنا قنوات تنطلق في الخَـارِج وتُـوَجّـه إليه، تُـبَـثّ عبر الأقمار الصناعية، وكذا الكِـيْـبَـل، بالانجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية والأوردية وغيرها من اللغات الـحَـيَّـة!
أيضاً شراء ساعات في القنوات العالمية المُـشَـاهَـدة على مستوى العالم، وملاحق في الصحف الكبرى وبرامج في الإذاعات المشهورة لِـبَـثّ تقارير تسلط الضوء على وطننا، وما يبذله لخدمة الإسلام والمسلمين بخاصة، والإنسانية والـسِّـلْـم العالمي بعامة، مع استثمار في هذا الإطار لكل إمكانات مواقع التواصل الحديثة!
أخيراً إذا كانت بعض الـدول تسيطر على الإعلام بالتزوير والتدليس؛ فإنّ المملكة العربية السعودية (حكومة وشَـعباً) تمتلك سِـجلاً كبيراً سطوره وصفحاته تنبض بالحقّ والعطاء الإنساني فمتى نُـحْـسِـن عرضِـه لِـيَـشْـهَـد لنا بالحقائق دون مِـنّـة؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى