عبد الرحمن عبد القادر الأحمدي
تتفنَّن إيران في لعب أدوارِ العِداء والحقد، وتستمتع في إعداد السِّيناريوهات المسيئة للدُّول العربيَّة وخاصةً الخليجيَّة، ولا تتورَّع عن إظهار المحبَّة والتَّكاتف والتَّقارب أمام الملأ، ثم ما تلبث أن تَحِيك المؤامراتِ والدَّسائسَ في الخفاء وبعيدًا عن الأعين بكلِّ ما تستطيع فعله من الغدر والخيانة والقذارة، وكما قيل: (شَاهِدُ الثَّعلبِ ذَنَبُهُ) .. ولا يزال البعض من بني جلدتِنا يرى أنَّ هناك أُخوة إسلامية بيننا يجب أن تسود، وأن نَنْبِذَ الخلافاتِ..ونتوحَّدَ ضدَّ أعداءالأمَّة، وأنَّ هذه فتنة لعن الله من أشعلها بين المسلمين. وحقيقةً هؤلاء الجماعة أوَّ هذه الطَّائفةَ من النَّاس إمَّا: مغيَّبون عن الواقع؛ فلا يدركون ولا يعُون ماهو حاصل من أمور .. أو: أنَّهم سُذَّج،ويستحقُّون أن يسمو: الدَّراويش!!
وحقيقةُ الأمر: أنَّ العِداء والكراهية وتنفيذ كلِّ مكروه ومكر هو أمرٌ أَبَديٌّ طبيعيٌّ يسرِي في نفوس الفرس ليس الآن، ولكن منذ مئات السِّنين .. من عهد الفاروق؛ عمر .. والقائد: سعد .. والمجاهدين الأوَّلين ـ رضي الله عنهم جميعًا ـ ولن أتطرَّق إلى تلك الحِقْبَةِ الزَّمنيَّة العظيمةِ؛ فالشَّمس لا تُحجب بغربال، وإنَّما أعود إلى الأمس القريب قبل سنوات غير بعيدة، ومن خلال كتاب واحد من أهمِّ الكتب الَّتى تتحدَّث عن حجم الكُرْه والخبث المعد للعرب والمسلمين. وهو كتاب يستحق القراءة إن رغبتم الرجوع إليه (لله .. ثمَّ للتَّأريخ) بقلم السِّيد حسين الموسوي، من علماء النَّجف، والحمد لله (شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا)، والَّذي يَسرِد فيه حقائق مُخيفة .. وإن كانت ليست خافية على المطَّلعين والمختصين؛ وعلى لسانه يقول: إنَّ العدو الوحيد في نظر الخميني هم أهل السُّنَّة، وأنَّه آن الأوان لسفك دمائهم؛ حتَّى يصل إلى أمله في محو مكَّة المكرَّمة، والمدينة النبويَّة من وجه الأرض تمامًا، وجعل كربلاء مكانًا مقدَّسًا عوضًا عن البيت الحرام. ويأبى الله إلَّا أن يتمَّ أمرَه، فيهلك الخميني، وكانت ولا زالت ولا تزال مكَّة المكرَّمة قبلة المسلمين .. ومهوى قلوبهم .. وكلُّ ذلك وغيره كان في جلسة خاصَّة مع الخميني .. وبعد أن انتهى حكم (آل بَهْلَوِي) في إيران على أثر قيام الثَّورة الإسلامية، وتسلُّم زمام الأمور فيها. وهذه قليل من الرَّغبات والأماني الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وإلَّا هناك المزيد من الأحلام الَّتي يأملون تحقيقها..!!
إلى أن نصل وقبل أيام قلائل، وما قام به الرَّئيس الإيراني حسن روحاني، والَّذي أشكُّ أنَّه يملك روحًا إسلامية في جسده صادقة صافية تتَّسم حقًّا بالإيمان بالله ومحبَّة رسوله؛ وإلَّا لما نقل حادثة منى؛ هذه الحادثة الَّتي تخصُّ المسلمين فقط دون غيرهم من العالم إلى أروقة الجمعية العامَّة للأمم المتَّحدة، وبحجَّة فتح تحقيق حول التَّدافع الَّذي كان في منى. وكأنَّ زيارة المسجد الحرام، وأداء فريضة الحجِّ قابل للتَّداول السِّياسي القذر، واللَّعب على الأوتار الحسَّاسة، ولكن نقول للسَّاسة الإيرانيين موتوا بقيظكم؛ فالصُّراخ على قدر الألم ..!! وهذا ـ بربي ـ الحقدُ المقيتُ .. والعنصريَّة البقيضة على كلِّ ماهو عربي ومسلم.
نعم هنانقول: لله ثمَّ للتَّأريخ للدَّور العظيم الذََي تقوم به المملكة العربيَّة السُّعوديَّة، ودول الخليج العربي، وبعض الدُّول العربيَّة من خلال (عاصفة الحزم)، والتَّحالف المشترك المبارك؛ لإعادة الحقِّ إلى أهله، ونصر الإسلام والمسلمين في دولة اليمن الشَّقيقة، وإيقاف المدِّ الصَّفَويِّ في الجزيرة العربيَّة من خلال المخطَّط الفارسيِّ الخبيثِ؛ لهو فخر وشموخ يُكتب بحروف الذَّهب على جبين الزَّمن، فقد أعاد لنفوسنا شيئًا من العزة والكرامة ، ولا نقول لهم وللمرابطين سوى ما قاله المولى عزَّ وجلَّ: ((وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)) .. ونقول ﻷهل الشُّهداء كما ورد في التَّنزيل الحكيم: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)).[/JUSTIFY]