المحليةالمقالات

غداً ستبتسم لك الحياة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]غداً ستبتسم لك الحياة[/COLOR][/ALIGN]

أيها المصاب الكسير، أيها المهموم الحزين:
نحن في دار ابتلاء واختبار، وهموم وأحزان، نصاب فيها بفقد حبيب، أو ضياع مال، أو سوء معاملة، أو فراق إخوان ، أو مرض من الأمراض.

لا تخلو الدنيا من بلية ومحنة ، ومصيبة وفتنة، فهي دار شقاء وعناء ، سجن للمؤمن، وجنة للكافر، وما يجري لنا فيها أقدار مقدرة، فرزقنا مقسوم، وقدرنا محسوم ، وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم ،لأنها كلها إلى زوال، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.

في الحديث النبوي الصحيح:([COLOR=green]ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمر الله: إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها؛ إلا أخلف الله له خيراً منها[/COLOR]) رواه مسلم.

فاصبر صبرًا جميلاً، فإنه لا يوجد كرب؛ إلا ومعه فرج، ولا يوجد صبر إلا ومعه نصر، وتأمل معي هذه الآية العظيمة :إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10].

ثم ابشر أيها المصاب ؛ فإن سحب الأسى سوف تنقشع ، وليل الظلام سيزول، وغداً سوف تشرق الشمس، وسيقبل نور الصباح، وسينهمر المطر، وتجري الجداول، وتغرد الطيور، وتفتح الأزهار، ويفوح الورد بالشذا ، وتنتشر نسمات الهواء العليل، فاجعل نفسك راضية مرضية ، باسمة مبتسمة ، متفائلة مبتهجة ، وسوف تنعم بحياة طيبة هانئة وسعيدة.

املأ روحك بالأمل ؛ فالأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب،وتفاءل بالخير دائماً ؛ فإنه مهما طال البلاء، فهو إلى زوال، ومهما ألمت بك الأحزان؛ فبقاؤها محال، المريض سيشفى ، والمحزون سيفرح ، والكرب سيرفع ،والضائقة ستزول [[COLOR=blue]فإن مع العسر يسراً ، إن مع العسر يسراً[/COLOR]] (الشرح:5ـ6).

لا تحطم فؤادك بأحزان ولّت، تجاهل الماضي، فإن تذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً، وإنما يكدر عليك يومك، ويزيدك هموماً على همومك ،امسح من صفحات ذكرياتك الهموم والأحزان، ثم تجاهل ما سيحدث لك في مستقبل الزمان.

واطلب الطمأنينة والسعادة في ذكر الرحمن؛ تسبيح، وتهليل، وصلاة على النبي العدنان ، وتلاوة لآيات القرآن ، [ [COLOR=green]أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ القلوب[/COLOR]](الرعد:28).

وابشر خيراً أيها المكلوم؛ فإن الله قريبٌ منك، يعلم مصابك وبلواك، ويسمع دعاءك ونجواك، فأرسل له حاجتك، وبث إليه شكواك.

[COLOR=crimson]فإذا أصابك في زمانك شدة ….. وأصابك الخطب الكريه الأصعب.
فاسجد لربك إنه أدنى لمن ….. يدعوه من حبل الوريد وأقرب[/COLOR]

أزال الله همك، ورفع عنك غمك، وفرج كربتك ، وشفاك من مرضك واذهب عنك أحزانك، وحفظك من أمامك ومن خلفك، ومن فوقك ومن تحتك.

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR] جده[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل .. ودعوة للتفاؤل ..
    كم ذكرني هذا المقال بقصيدة الشاعر ايليا ابي ماضي :
    قال السماء كئيبة وتجهما = قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
    قال الصبا ولّى ! فقلت له ابتسم = لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
    قال التي كانت سمائي في الهوى = صارت لنفسي في الغرام جهنما
    خانت عهودي بعدما ملكتها = قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
    قلت ابتسم واطرب فلو قارنتها = قضّيت عمرك كله متألّما
    قال التجارة في صراع هائل =مثل المسافر كاد يقتله الظما
    أو غادة مسلولة محتاجة = لدم وتنفث كلما لهثت دما
    قلت ابتسم ما أنت جالب دائها = وشفائها فإذا ابتسمت فربما
    أيكون غيرك مجرما وتبيت في = وجل كأنك صرت أنت المجرما؟
    قال العدى حولي علت صيحاتهم = أَأُسر والأعداء حولي في الحما؟
    قلت ابتسم لم يطلبوك بذمّهم = لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما
    قال المواسم قد بدت أعلامها = وتعرّضت لي في الملابس والدمى
    وعليّ للأحباب فرض لازم = لكنّ كفّي ليس تملك درهما
    قلت ابتسم يكفيك أنك لم تزل = حيّاً ولست من الأحبة معدما
    قال الليالي جرعتني علقما = قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
    فلعلّ غيرك إن رآك مرنِّما = طرح الكآبة جانبا وترنما
    أتراك تنغم بالتبرم درهما = أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
    يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أن = تتثلما والوجه أن يتحطما
    فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى = متلاطمٌ ولذا نحب الأنجما
    قال البشاشة ليس تسعد كائنا = يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
    قلت ابتسم ما دام بينك والردى = شبرٌ فإنك بعد لن تتبسما
    …..

  2. مقال جميل .. ودعوة للتفاؤل ..
    كم ذكرني هذا المقال بقصيدة الشاعر ايليا ابي ماضي :
    قال السماء كئيبة وتجهما = قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
    قال الصبا ولّى ! فقلت له ابتسم = لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
    قال التي كانت سمائي في الهوى = صارت لنفسي في الغرام جهنما
    خانت عهودي بعدما ملكتها = قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
    قلت ابتسم واطرب فلو قارنتها = قضّيت عمرك كله متألّما
    قال التجارة في صراع هائل =مثل المسافر كاد يقتله الظما
    أو غادة مسلولة محتاجة = لدم وتنفث كلما لهثت دما
    قلت ابتسم ما أنت جالب دائها = وشفائها فإذا ابتسمت فربما
    أيكون غيرك مجرما وتبيت في = وجل كأنك صرت أنت المجرما؟
    قال العدى حولي علت صيحاتهم = أَأُسر والأعداء حولي في الحما؟
    قلت ابتسم لم يطلبوك بذمّهم = لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما
    قال المواسم قد بدت أعلامها = وتعرّضت لي في الملابس والدمى
    وعليّ للأحباب فرض لازم = لكنّ كفّي ليس تملك درهما
    قلت ابتسم يكفيك أنك لم تزل = حيّاً ولست من الأحبة معدما
    قال الليالي جرعتني علقما = قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
    فلعلّ غيرك إن رآك مرنِّما = طرح الكآبة جانبا وترنما
    أتراك تنغم بالتبرم درهما = أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
    يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أن = تتثلما والوجه أن يتحطما
    فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى = متلاطمٌ ولذا نحب الأنجما
    قال البشاشة ليس تسعد كائنا = يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
    قلت ابتسم ما دام بينك والردى = شبرٌ فإنك بعد لن تتبسما
    …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى