بدايةً [COLOR=blue]أهنيء الأُمتين الإسلامية والعربية بقرب دخول شهر رمضان المبارك ، ونسأل الله أن يوفقنا ويُعيننا على صيامه وقيامه ، آمين [/COLOR]، كما أهنيء القائمين على هذه الصحيفة والتي تسير في خطى متميزة ( ما شاء الله عليها ) ، وبعد هذه المقدمة التي فرضت نفسها ، أعود لحالنا في شهر رمضان المبارك ، إنه من المؤسف حقاً أن يكون شهر رمضان شهر أكلٍ ، ونومٍ ، وسهر ، وذلك حينما نستقبله بما لذ وطاب من المأكولات !
من الطبيعي أن الإنسان يحصل على مؤنته في كل وقت مما لذ وطاب ، ولكن غير الطبيعي أن ترتبط ثقافة الأكل ــ إن صح التعبير ــ ببدء دخول شهر رمضان المبارك ، شهر القرآن ، شهر المغفرة ، شهر العِتق من النيران ، وأسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المسلمين من النيران في هذا الشهر الكريم ، آمين يارب العالمين .
ومن أراد أن يتعرف على حالنا في شهر رمضان ، فلينظر إلى التكدس في الأسواق بمجرد موعد استلام الرواتب ( من بعد يوم 25/ شعبان ) حتى بداية الشهر المبارك ، نَهم ، وهجوم ـ إن صح التعبير ـ على المواد الغذائية ، أوَ كأننا كُنَّا جوّعى طوال الشهور الماضية ، ومن ثم تداركنا أنفسنا عند الإعلان عن قرب دخول شهر رمضان ، بشراء المزيد من المأكولات ، ولم نعلم أن الصيام هو في حقيقته تربية وتهذيب ، تربيةً للسلوك في الأخلاق والتعامل .
ومما يُروى عن السلف الصالح ، أنهم كانوا إذا دخل رمضان يمكثون كثيراً من أوقاتهم في المساجد ، ويقولون نحفظ صومنا ، يحفظونه من الغيبةِ والنميمةِ ولغوِ الكلام ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم ” يأيها الذين أمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” ( 183/ البقرة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( من لم يَدَعْ قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) أو كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فليس المقصود من الصيام الامتناع عن الأكل والشرب ، وإنما المقصود أن يصوم الإنسان عن كل ما هو مُحرم من الأفعال والأقوال ، فكلمة ” زور ” في الحديث تعني كل ما هو مُحرم ، من الغيبة ِ والنميمة ِ ، وكل ما يجرح الصوم ، وينقص أجره .
إضافةً أننا نتمنى أن ننظر لحالنا في هذا الشهر الكريم من بعد العصر ، أو قبيل موعد الإفطار ، فلا أخال أحداً مِنَّا إلا أن يرى ذلك ويتعجب من أخلاق وتصرفات بعض الناس ـ وهم بكثرة مع الأسف !! ـ والذي يحدث من بعض الصائمين ( هدانا الله وإياهم لكل خير ) من سِبَاب وصراخ ، والذي يصل إلى التشابك بالأيدي في أحايين كثيرة ! فهل هذا هو المقصود من الصيام ؟! والذي القصد منه تحقيق التقوى ، وتربية النفس وتهذيبها وتعويدها على الصبر والتحمل ، لا تعويدها على العصبية الزائدة ، والتي أصبحت علامة تدل على أن فلاناً صائماً ، فلذلك هو يتصف بالعصبية ! ومما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ” لا تزال أمتي بخير ما عجلت الفطور ، وأخرت السحور ” أو كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإن تَعْجَبْ ، فَعَجَبٌ حالنا ، حينما تجد من يصطف عند باعة بعض المأكولات مثل ” الفول ” فتجد ما يُقارب من عشرة إلى عشرين مُصطفين أمام صاحب الفول ، ولم يتبقَ سِوى دقائق معدودة ( كخمس دقائق ) عن آذان المغرب الذي يخبرنا بدخول وقت الإفطار ، فهل سوف يموت أحدنا إن لم يتناول الفول مع الإفطار؟! فهم مع الأسف ، لا يُقيمون للسُنة وزناً بتعجيل موعد الإفطار ، فهو مشغولون بالفول ! [COLOR=crimson]وهل سوف يتضرر إذا أخر الفول لما بعد صلاة التراويح مثلاً ؟[/COLOR]! ولكنها العادات التي تتحكم فينا في كثيرٍ من الأحايين !
[COLOR=blue] وفي الختام أسأل الله تعالى أن يتقبل مِنَّا صِيامَنا ، وقِيامَنا ، ودُعائنا ، وسَائِر أعمالنا ، وأن يُعيننا بالتخلصِ مِنْ عاداتنا البالية التي لم يأذن بها الله تعالى ، ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بصفةٍ عامة ، وفي هذا الشهر الكريم بصفةٍ خاصة ، آمين يارب العالمين ، والله الموفق لكلٍ خيرٍ سبحانه[/COLOR] . [ALIGN=LEFT][COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي / مكة المكرمة [/COLOR] إعلامي سعوديalharbi5555@gmail.com[/ALIGN]
المشكلة التعود على عادة من الصعوبة تغييرها ..
…
مقال رائع به الفائدة والنصيحة القيمة ..
تحياتي لك .
المشكلة التعود على عادة من الصعوبة تغييرها ..
…
مقال رائع به الفائدة والنصيحة القيمة ..
تحياتي لك .