كل يوم نتجه إلى الموت، ونسير إليه، ونقترب منه، لكننا نغفل عنه، ونحاول نسيانه، ولا نريد تذكره، ولا سماع أخباره ؛ ذلك لأنه مخيف، يسبب لنا القلق ، يصيبنا بالهلع والجزع ، ويشعل فينا الحزن والألم.
نهاية روحي وروحك؛ في سقوط طائرة، غرق سفينة، حادث سيارة، زلزال، سيول، حريق، سقوط بنيان، خلال مشاجرة ، أثناء عملية جراحية، بعد معاناة مرضية، أو هكذا فجأة ؛ بدون أذن، ولا موعد ، وبدون إنذار ، ولا مقدمات ، [أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة] ( النساء: 78).
إذا لم يكن اليوم رحيلك؛ فسوف يكون غداً، وإذا لم يكن اليوم التالي؛ فبعده اليوم الثالث، شئت بهذا أم أبيت، قبلت أم رفضت، نسيت أم تذكرت، فالموت قادم إليك؛ تنتظره أو لا تنتظره سيأتيك ، وربما في هذا اليوم ساعتك، ملك الموت الآن قريب منك؛ يستعدّ لقبض روحك، فمن الذي سيرده عن ذلك!، من الذي سيمنع نهايتك!؛ أمك , أبوك, أخوك , أصحابك، أموالك، وظيفتك، شهادتك، قوتك! ، [ قل إنّ الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون] (الجمعة :8).
فإذا جاء أجلك ؛ توقف الكلام من لسانك، والنبض في قلبك، والنشاط بجسمك، وقامت قيامتك، سوف تغيب عن عملك، وتترك مالك، وتغادر أهلك ، ويتخلى عنك أصحابك ، الموت سيبطل كل مخططاتك، وسيفسد عليك جميع مشاريعك وآمالك.
لا ينفع في رد الموت جاه ، ولا عقل، ولا علم، ولا مال، ولا يفيد معه ندم، ولا تحسر، ولا بكاء، ألا ليتنا نكون بعده تراب، ولكن ما بعده فتنة وحساب، فإما نعيم وإما عذاب، فأكثروا من ذكر هادم اللذات، زوروا المقابر، تذكروا من مات، ففي ذلك منع من الشهوات، وحافز على فعل الطاعات.
جنبنا الله وإياكم المصائب والأكدار والشرور ، وأحيانا وأحياكم في خير وحبور وسرور ، ورحماك يارحمن بالمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.عبدالله سافر الغامدي ـ جدة[/COLOR].[/ALIGN]
جزاك الله خيرا ونفع بك ..
جزاك الله خيرا ونفع بك ..