محمد نور القدوة

حزن المجتمع المكي كثيرا على فقد شخصية تربوية بارزة لها إسهاماتها المجتمعية والتعليمية على مر السنين، ومنذ أن تداول الناس خبر وفاته، رأينا تعابير الحزن، وآلم الفقد في وجوه مَن عرفوا الرجل وعاشروه، فقد تداولت الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، سيرة الرجل العطرة، ومناقبه العديدة، ومكانته الكبيرة في نفوس محبيه. فقد كان محمد نور قاري فقيدا بحق، وشخصية تستحق أم القرى أن تُعزَّى فيه، حتى تنجب مكة المكرمة محمد نور آخر يكمل مسيرة “قاري” الذي كان حديث المجتمع المكي مؤخرا.

في ظل حديث المجتمع عن محمد نور التربوي، واستعراض مناقبه العطرة، ظهر على سطح الإعلام خبر تداوله الشباب كثيرا يتعلق بـ”محمد نور” آخرَ، وهذه المرة كان حديث الوطن وليس مجتمع مكة فقط، فقد ظهر كابتن نادي الاتحاد في مقطع فيديو التُقِط من داخل معسكر فريقه بالطائف كان حديث الوسط الرياضي على وجه التحديد، واستغرب معظم النقاد والوسط الرياضي أن يخرج محمد نور بهذه الصورة غير اللائقة بحقه، فالكابتن له متابعين ومحبين من فئة الشباب. فقد رسم محمد نور لمتابعي المقطع صورة ذهنية قد يخسر بسببها الكثير من الحب والتقدير في قلوب محبيه، خاصة وقد عُرف عن أبو نوران بالأخلاق الحميدة، والصفات الحسنة، وإقدامه على مثل هذا الفعل على مرأى من الناس يفقده الاحترام. فالتساهل في نشر مقاطع الفيديو التي فيها نوع من (الخصوصية) أمر لا تحمد عقباه، خاصةً المقاطع التي تتناول بعض الظواهر السلبية. وكم من المقاطع وصور (الفضائح) التي تم تداولها، أحرقت نجومية أصحابها، وأفقدتهم مكانتهم في قلوب جماهيرهم قبل جماهير الأندية الأخرى، حتى إن بعضها كسرت أعين أصحابها في المجتمع.

وأخيرا.. النجومية الحقة هي أن يستطيع الإنسان أن يكون قدوة للآخرين، وأن يوظّف نجوميته في خدمة مجتمعه، لخلق جيل فعّال يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه وطنه، وليست النجومية فقط الظهور في الإعلام.

رحم الله نجم مكة المكرمة محمد نور قاري، وأسكنه فسيح جناته، وأسأل الله يعوضنا فيها خيراً وأن يلهم أهله وذويه الصبرَ والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.