تدهشكم مشاكل وهموم الناس، وبحق فإن بعضاً من مثل هذه الهموم حلولها في متناول اليد، لكن من هو في وسط مستنقعها يغفل عنها، لذا يستنجد بمن هو خارج عن الإطار لعله يجد المشورة والحل الأمثل.
بين يدي رسالة تحمل مثل هذه الملامح، لسيدة كتبت رسالة طويلة ملخصها أن لديها أربعة أطفال، تقول إنها تضع ثلاثة منهم في كفة وواحداً في كفة أخرى، لأنه أثير على قلبها وعزيز على روحها جداً جداً، فتعطيه ولا تحرمه، وتمدح حتى أخطاءه، وإن هذا الفعل المنحاز بات ملاحظاً عليها في كل مكان من أقاربها، وتقول إنها قبل فترة أعطت أحد أبنائها ساعة هدية، فسارع لإعطائها لأخيه المحبوب لدى أمه، وعندما سألته الأم عن السبب، أجابها بطفولة وعفوية، لأنك تحبينه أكثر منا، وأريدك أن تفرحي. وتقول إن هذه الكلمات مزقتها من الداخل.
وأنا أقول لهذه الأم، أرجوك توقفي فوراً، أولاً عن إفساد ابنك بالدلال والحظوة غير المبررة، ثانياً أرجوك توقفي عن تمزيق براءتهم وعفويتهم وطفولتهم، لأنهم سرعان ما سيكبرون ويدركون تمييزك وتفضيلك غير المبرر لأخيهم، وهذا من شأنه أن يوجد حزازات وحساسيات بينهم، يفترض عليك أيتها الأم، تربية أطفالك على المحبة والعدالة والمساواة، فكيف ستغرسِ هذه القيم النبيلة في قلوبهم الصغيرة وأنت تفسديها بمثل هذا التمييز.
من الآن صححي مسارك، واضغطي على قلبك ولا تظهري مشاعرك إلا للجميع، فلا تخصي أحداً منهم بعطية أو هبة دون أخوته إلا وفق عمل وتميز قدمه، ثم ادعمي المتعثر منهم بالتشجيع ولفيه وغطيه بالمحبة، عزيزتي لا تدمري صغارك، بهذه الأنانية في إظهار مشاعرك غير المبررة .. فهل فهمتِ؟