عندما نفكر بالحديث عن الله سبحانه وتعالى نشعر بالكثير من القداسة لأننا نتحدث عن خالق الأكوان ، عن من خلقنا وفطرنا على أجمل صورة ، عن الإله الذي نعبده ونتوسل إليه بفقرنا له ، عن الله الذي تنتهي كل مراتب المحبة عند حبه وإجلاله سبحانه وتعالى . صوّر لنا البعض في سالف الزمن أن علاقتنا بالله هي علاقة خوف ووعيد ، علاقة جلاد بمجلود تبارك ربنا وتعالى عن ذلك . وتمادى البعض فأظهروا لنا الدين في ثوب الحزن ، والبسوا علاقتنا بالله لباس الخوف ، والحقوا بهذه العلاقة الجميلة ما ليس فيها ، واخفوا كل جوانب الحب التي ذكرها الله عن نفسه تجاه عباده . علاقتنا بالله ليست مثلما قالوا ، بل هي أجمل من ذلك بكثير ، حيث بدأت من وقت اختيار الله لنا لنكون خلفاءه في الأرض حيث قال للملائكة الكرام ( إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون ) وبعد أن أوجدنا في الأرض فطرنا على أجمل صورة وتجلى ذلك في قوله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وأهدى لنا سبحانه التكريم في الحياة الدنيا عندما قال ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ) ومن أفضل أنواع التكريم التي حبانا الله بها هي نعمة العقل هذه النعمة التي تجعلنا نستطيع أن نفعل كل شيء على وجه هذه الأرض . ثم سخر لنا الأرض وكل ما فيها من أنعام وخيرات ، وسخر لنا الجماد والنبات ، وسخر لنا كل شيء حتى غدونا نتحكم في كل شيء . ونواصل الحديث في المقال القادم .
تجليات :
مهما كتبنا في عُلاك قصائداً بالدمع خُطت أو بدم الأجفان فلأنت أعظم من مديحي كله وأجل مما دار في الحسبان ( شاعر )