أ. د. عائض الزهراني

مثقفون وملك

نفتخر ونشدو أن على تراب هذا الوطن قامة سامقة في تضاريس التاريخ وفضاء الثقافة، ومنابع الفكر، ومحارب الأدب ، منارة شامخة، ملتصقة بتراثها, ملمة بتراث الآخر وحضارته، عاشقًا للعروبة والإسلام ولغتها القرآنية، معتنيًا بتطوير الأماكن المقدسة، منافحًا لوطنيته, مشعلًا قنديل الهوية وهيبة وعزة وكرامة الأوطان العربية ومستقبلها الحضاري. الملك سلمان بن عبد العزيز من خلال ما يتمتع به من ثقافة عميقة، واتساع أفق أمن بأن الثقافة هوية الأمة, مقتنعًا بأهمية وخطورة دور الفكر والثقافة والتاريخ في توعية، وتنوير، وارتقاء المجتمع خاصة في الوقت الراهن، والعالم العربي يعيش حالة مخاض فوضوي سياسي وأمني وثقافي لما يعتريه من انقسام فتن ووهَن، وتطرف وتخلف؛ ولكونه مؤرخًا ومثقفًا فقد فتح صدره وعقله وبابه لأرباب الفكر والقلم ملما أنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار ونهضة حضارية شاملة بعيدًا عن مواطن الفكر والثقافة؛ فهي منجم الأمة وبوصلتها التي يهتدي بها المجتمع وينهض ويعتلي قمة المجد والصدارة. الملك المؤرخ المثقف، العاشق لميادين الفكر المقتنع بتفعيل مقولة :”رحم الله من أهدي إلي عيوب نفسي”، اتجهت بوصلته الحضارية إلى راسمي الخارطة ، فهاهو يرحب في بلاطه بفرسان الكلمة مخاطبًا وملمحًا أن على عاتقهم مهمة عظيمة ومسؤولية جسيمة موجهًا رسالته لهم بأن يشهروا سلاح أقلامهم، وترسانتهم الفكرية، ومدادهم الثقافي؛ ليستنير المجتمع بهم ويكونوا كالجسد الواحد منافحين عن مقدساتهم وأوطانهم.
فاصلة:
(نعمًا لأمة, تفلسف ملوكها، وحكمت فلسفتها)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى