من يقرأ ويتعمق في كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، للمثقفين والإعلاميين والفنانين، يجدها رسالة واضحة جلية، فبلادنا منطلق دعوة الإسلام، وأهميتها في العالم تنبع من هذه المكانة المتميزة، وكلماته -حفظه الله- كانت إعلانا عن منهج الدولة الإسلامي، وتبنّيها لقضايا الأمة، وتجسيدها لمبدأ القيادة والشعب والإعلام جسد واحد. ومن غير المعقول والمقبول أن تبحر الدولة في اتجاه، ويبحر إعلامها ومثقفوها في عكس الاتجاه، فالسفينة واحدة والوجهة واحدة والأدوار موزعة بعناية للوصول لشاطئ الأمان. وما تراه القيادة أنه اعتداء على المقدسات والأوطان، من غير المستساغ أن ينظر إليه بعض الإعلاميين الوطنيين أو بعض وسائل إعلامنا، أنه عمل دولي مشكور لحل الأزمة، أو جهد تشكر عليه الدولة المعتدية وأذنابها، وتجد من أبناء جِلدتنا من يبرر لهم عدوانهم الغاشم . ومن تراهم الحكومة شهداء لدفاعهم عن المقدسات الإسلامية، وبذلهم لأرواحهم في سبيل رفع كلمة لا إله إلا الله -وهم كذلك بإذن الله- وعلى الجميع أن يتعامل معهم بهذه المكانة، ويزفهم لهذه المنزلة العظيمة التي نالوها بدمائهم وأرواحهم، لا يمكن أن تنظر لهم القلة الشاذة على أنهم إرهابيون خارجون عن القانون. الملك المثقف يعي تماما دور المثقفين والإعلاميين في إبراز صورة بلادهم المشرقة للعالم، ويحملهم مسؤولية إيصال رسالة الدولة في حرصها وتفانيها في توفير الأمن والأمان في أرض الحرمين، ولقاصديهما من عمّار وزوار وحجاج، والتصدي لكل من يحاول تشويه صورة الدولة، أو الانتقاص من جهودها في هذا الجانب الذي يمثل أولوية في سياستها وتوجهاتها، وعلى المثقفين والإعلاميين الاضطلاع بأدوارهم، والاصطفاف إلى جانب قيادتهم فيما تتعرض له من هجمات شرسة من الأعداء، وممارسة المهام المُناطة بهم بكل كفاءة واقتدار . والملك المثقف الذي يفتح الأبواب للمثقفين والإعلاميين لإيصال أصواتهم، والاستماع لنصائحهم، والتشاور معهم فيما يعود بالخير على بلادنا وأمتنا، هو ملك يعرف قيمة الكلمة وأثرها في زمن الفضاء المفتوح، والعوالم الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي المؤثرة . حفظ الله بلادنا من كل شر، وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم، وحامل لواء الثقافة والعلم .
1
(للإبداع بقية) دائماً متميز أستاذ طارق