محمد اليحياء

الفرسان ما بين ساعة الصفر وزامر الحي

العشق والحب الحقيقي لا يكون بين الأب وأولاده، أو بين الزوجة وزوجها فحسب، بل يصل لأمور أخرى، ومنها حب وعشق الجماهير لأنديتها المفضلة، ويتضح ذلك من خلال الدعم والمساندة، كل حسب استطاعته. مكة المكرمة أطهر وأشرف بقاع الدنيا، تهفو إليها القلوب في كل وقت، الوحدة النادي العريق، الاسم والتاريخ، النادي الأول، فهناك حراء، لكن الوحدة اعتلى قمم الشهرة والأمجاد، وفرَق عن حراء بأمور كثيرة جعلته الأشهر، ومن الفرق التي يحسب لها ألف حساب في السابق، ورغم ما مر به الفريق من نكسات وتعثرات بما فيها (الهبوط) لكنه عاد لمكانه الطبيعي مع الأندية الكبيرة، كيف لا وهو من أعرق الفرق السعودية التي كانت الفرق الكبيرة الأخرى مثل العالمي والعميد والقلعة والشباب وغيرها تعمل له ألف حساب . ما يعاني منه الفريق اليوم ينذر بخطورة العودة للتقهقر، وعودة شبح الهبوط، بسبب ابتعاد رجال أعمال مكة عن دعم ومساندة الفريق بعصب الحياة المال، والذي مع حمى ارتفاع عقود اللاعبين والمدربين يشكل عبئًا كبيرًا على فرسان مكة، ولعل المشكلة الأخيرة التي عانى منها الفريق قبل لقائه أمام العالمي بسبب تأخر صرف المرتبات أعطت أنذارًا وناقوس خطر بأن الحال ربما يتردى أكثر وأكثر، وقد ينذر بكارثة قد تعيد الفريق لمصاف أندية الدرجة الأولى إذا لم يتحرك محبو الوحدة من أعضاء ورجال أعمال لإنقاذ الفريق لكي يستمر بدوري المحترفين، والشيء الغريب والمحير في نفس الوقت وكما قيل (زامر الحي لا يطرب) أن محبي الوحدة ورجال الأعمال المقتدرين أصبحوا يصرفون بسخاء ويدعمون الأندية الأخرى خارج مكة، ويهملون الفرسان الذين هم الأحق والأولى بالدعم والولاء والانتماء، الفريق الوحداوي يضم نجومًا ممتازة من المعروفين ومن المواهب الشابة، لكن أولئك النجوم إذا لم يتسلموا مرتباتهم ومكافآت الفوز بانتظام، فإن عروض الأندية الأخرى في انتظارهم، ولعلنا لاحظنا بعد مباراة الوحدة والعالمي الأخيرة، كيف وضع المكتشفون من كشافي الأندية عيونهم على اللاعب المتميز عبد الإله المالكي؛ حيث تسعى أندية الأهلي والاتحاد والهلال لخطفه من خلال إغرائه بالعقود المرتفعة. نجوم الوحدة رجال يحبون ناديهم، لكننا لا نلومهم إذا طالبوا بحقوقهم، فنحن في زمن الاحتراف، واللاعب يعتمد على الله ثم على مرتبه بالنادي لكي يكون مرتاح البال ويؤدي تمارينه بانتظام، ويلعب بروح الفوز باستمرار، لكن في ظل الظروف الحالية، فإن الأمور متردية، وتحتاج لتدخل رجالات الوحدة لإنقاذ الفريق من الانهيار قبل فوات الأوان، وإذا كان الفريق يخسر من الأندية الكبيرة، فقد يكون اللاعبون معذورين، لكن أن يخسر من الفرق الأقل منه تاريخًا وخبرة وإمكانيات، فهذا الشيء الذي لا يقبل، وإذا أردنا الجواب الذي يعرفه كثيرون، فلنسأل اللاعبين فلديهم الجواب الصعب المحزن (أعطونا حقوقنا وحاسبونا) ولا يمكن أن نلومهم إذا طالبوا بحقهم، فنحن نطالبهم بالانتظام في التمارين وتحقيق النتائج، فإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع، أتذكر في الزمن الجميل كيف كانت الوحدة تحرج وتنتصر على الفرق الكبيرة وتبعدها عن البطولات؛ حيث كانت الفرق كافة تعمل ألف حساب للفرسان، وتضع مبارياتها أمام الوحدة في أجندات خاصة، أما اليوم فما يحدث لفرسان مكة فهو لا يسر كل من يعشق الكرة الجميلة، كما أن تدهور أحوال الفريق في أعناق رجال الأعمال بمكة الذين تخلوا عن الفريق وأصبحوا كموية عذاري الشهيرة، الخير للبعيد، واللوم والعتاب والاتهام للفرسان الشجعان الذين لو منحوا ربع الأموال التي تعطى للأندية الأخرى عن طريق رجال الأعمال بمكة لعاد الفرسان كما يحب كل سكان مكة المكرمة. إلى كل أهل مكة الكرماء، لو سأل الواحد منكم نفسه كيف برز نجران والفيصلي والفتح ووصلوا لما وصلوا إليه لوجد الجواب سهلًا، إنها همة وكرم رجال الأعمال والأعضاء الفاعلين في تلك الأندية، فهم يدعمون بسخاء، ولولا توفيق الله ثم تسخيره أولئك الرجال لدعم تلك الأندية لما تميزوا، لرجال أعمال مكة ومجلس أعضاء الشرف أقول: بيدكم بقاء وتألق واستمرار الوحدة بدوري المحترفين بتوفيق من الله، وبيدكم تدهور الفريق وعودته لدوري المظاليم والتراجع. تكاتفوا، ادفعوا بسخاء، أوجدوا عوائد للفريق من خلال الاستثمار الذي لا يحتاج منكم إلا استغلال مشروع الاستثمار كما ينبغي، وإيجاد رعاة للفريق من قبلكم أنتم كرجال أعمال، إذا كان لا زال في قلوبكم عروق تنبض بحب مكة والفرسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى