حديثي اليوم عن علاقتنا بالله هو حديث محب ، لان علاقتنا بالله ينبغي أن تكون علاقة محبة وصفاء وذلك هو أصلها ، علاقة دائمة رغم كل شيء ، لان الله يعاملنا برحمته ولا يعاملنا بعدله ، ومن5 حبه لنا رحمنا كما تبين في الأدلة السابقة وهي شيء بسيط من أشياء كثيرة ، فلا نيأس ولو عظمت ذنوبنا لان خلفنا رب رحيم ، ومن ذاق طعم محبة الله سيخجل كثيرا من معصيته دون أن يحتاج إلى وعيد أو تقريع . وعلاقتنا بالله أسمى من أي علاقة في الكون ، لأن الله يحبنا ويسامحنا على أخطائنا ويغفر لنا ، بل ويحب دعائنا ، ولا يقبل منا أن نفكر في سواه ، والأصل أن نلجأ إليه في كل الأمور ، وندعوه راغبين في كل الظروف ، ونبتهل إليه رغم كل الخطوب ، ولا نيأس من رحمته وكرمه لان في كل صعوبة نواجهها يأتي الله بفرج قريب . وسبب حديثي عن علاقتنا بالله هو الخوف الذي ينتاب بعض المخطئين بان الله لن يغفر له زلاته ، فأحببت أن أوضح للجميع أن الله هو اكتمال كمالات المحبة ، وأن الله يحبنا رغم كل شيء ، وأنه نفخ فينا من روحه وستظل آفاق هذه النفخة الروحية سارية في عروقنا وتبث في أعماقنا دائما الخير والحق والجمال ، لنسير في حياتنا وعين الله ترعانا . وفي النهاية ما أجمل أن نحب الله ، ونجعل الشوق إليه يسري في أعماقنا ، وتكون محبتنا له دائما في بالنا ، ونفر إليه بذنوبنا ومحبتنا ، وندعوه في كل ظروفنا وأوقاتنا ، ولا نيأس من فضله مهما دارت الدوائر بنا ، كيف لا وهو خالقنا ورازقنا وحبيبنا الذي يمنّ بالخير دائما علينا . تجليات : عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقت قلبي عن من سواك وبت أناديك يا من ترى خفايا القلوب ولسنا نراك أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهل لذاك رابعة العدوية
0