كثيرة هي التصريحات المعلنة عبر وسائل الإعلام المرئية منها والمقروءة عن الإسكان ووحداته بوعود متفاوتة لسنوات عديدة ، حتی بات الخبر حديث المجالس في كل حين، بل حتی أمهاتنا حفظهن الله اللآتي لا يتابعن الإعلام أصبحن يسألن أبنائهن وحفدتهن من حين لآخر بعبارات أقرب إلی أمل العليل في علاج الطبيب.. والأسئلة متكررة في كل بيت ومدرسة ودائرة ولا ألوم هؤلاء وهؤلاء فقد طال الإنتظار لتلك المكرمة التي بلا شك أن سيكون لها الدور الرئيس في إنتعاش إقتصاديات الوطن وأهله، ولقد كثرت الأخبار المشاعة التي تتناقلتها الألسن والإعلام من شروط متعددة ، ولا أبالغ إن قلت بأن منحة وزارة الإسكان صارت حديث العائلات علی موائدهم اليومية بل وموضع خلاف وإقتراع بينهم لتحديد الإختيار الذي منحته وزارة الإسكان بفكرها الموقر لمستحق السكن (قرض وأرض أو قرض أو سكن) في حين لم تصدر الوزارة المتعاقبة بيانا توضح فيه المواقع الجغرافية والمخططات المحتملة لتلك الوعود ، وفي ذلك من وجهة نظري المتواضعة إرباك لسوق العقار الذي بات التخبط أحد سماته التي زادت من ركوده وغلوه بما يضر بالمصالح الخاصة والعامة وقد يستفيد من كل ذلك بعض منتهزي الفرص والعقاريين الذين يستأثرون بأنفسهم وبما أنعم الله سبحانه عليهم من ثروات ، قد تؤدي إلی ظهور هوامير جدد للعقار في المستقبل القريب وبذلك نزيد العقار تعقيدا وتشابكاً وبعداً عن الهدف الذي تطمح إليه حكومتنا السعودية حفظها الله وسدد علی دروب الخير خطاها ، نحو إنعاش إقتصاد المواطن بالسكن المناسب لحالته وعدد أفراد أسرته في خطوة موفقة لمستقبل زآهر لشبابنا الساعين إلی تكوين أسرة مستقرة، لا سيما وما تشهده المنطقة من إرتفاع غير مبرر لأسعار إيجارات الشقق وأسعار الأراضي مقارنة بما كانت عليه في العقدين الماضية تقريباً، ولا يخفی علی الجميع أن لتلك الإرتفاعات في سوق العقار دور مباشر في عزوف بعض شبابنا عن الزواج للأعباء المتراكمة (شقة ومهر وأثاث وما يلحقها من منصرفات) بما يؤكد أهمية الإسكان في الإستقرار الأسري وإقتصاديات الوطن ، والجدير بالذكر ما تناولته بعض صحفنا المحلية من التصريحات التي تؤكد إستلام الوزارة الموقرة للملايين من الأمتار من أمانات مناطق المملكة لتنشئ عليها المخططات السكنية اللازمة بما يخفف علی وزارة الإسكان بعض الأعباء إن لم يكن جلّها.. فهل سنری بصيص نور لتلك الأحلام الجميلة؟ وقد تحطم فكرهم لتصريحات متداولة عبر وسائل التواصل السهلة المنال ، أفقدتهم الأمل في سكن هادئ لهم ولمن يعولون ، فهل سنبني لهم غرفاً بنيانها فكر وأثاثها فكر على أرض ترابها فكر ، على أطلس جغرافيته فكر ، وقد ذاب فكرهم منذ زمن حلماً بسكن ، لا سيما وتزايد الطلب المعلن علی الموقع الإلكتروني لوزارة الإسكان الذي تجاوز مئات الألوف من المواطنين المتلهفين لتلك المكرمة ، فهل سنتأمل في معالي وزير الإسكان الحالي ما لم ينجزه الوزراء السابقون من الوعود للوزارة نفسها أم سيبقى الإسكان حلم بفكر يتجدد ؟
اسأل الله تعالى أن يديم على هذا الوطن الأمن والرخاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد على دروب الخير خطاه..
فكرة جيدة ولكن المسئولين عن هذه الافكار