الجذر الثلاثي ( ب س ر ) في اللغة العربية ، يمتاز بكثرة المتماكبات فيه ، ونقصد بظاهرة التماكب اللغوي الجذوري ما يقصده الصيادلة والكيميائون من ظاهرة التماكب في الصيغ الكيماوية ، ويعنون بها اتفاق صيغتين أو أكثر بعدد ذرات العناصر الكيميائية مع الاختلاف بنوع المركب ، فهناك أحماض عضوية كثيرة ( مثلاً) تتفق بعدد ذرات الكربون والهايدروجين والأوكسيجين فيها ، لكنها تختلف بأسمائها وخواصها ، حسب الاختلاف في مواقع هذه الذرات …
والتماكب اللغوي الجذوري نقصد به أمرين :
الأول : اتفاق حروف الجذور المتماكبة مع اختلاف المعاني لهذه الجذور ، وهو أمر معروف وكثير لا تخلو منه عائلة من عائلات اللغة :
( ب س ر ) ، ( س ر ب ) ، ( ر س ب ) ، ( س ب ر ) …..
الثاني : تماكب داخل الجذر الواحد ، حيث يختلف المعنى باختلاف حركات أحرف الجذر ، وهو أقل ُّ من التماكب الأول ، مثاله :
( بَسَر ) ، ( بُسْر) ، ( بَسْر ) ( بُسُر) …… وهو المراد في الجذر ( ب س ر ) .
جاء في لسان العرب عن البَسْــر بفتح الباء :
البَسْرُ: الإِعْجالُ.
وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها: ضربها قبل الضَّبَعَةِ. الأَصمعي: إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك البَسْرُ، وقد بَسَرَها الفحلُ، فهي مَبْسُورة؛ قال شمر: ومنه يقال: بَسَرْتُ غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال ، وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته قبل أَن يَتَقَيَّحَ ، وكأَنَّ البَسْرَ منه . والضَّبَعةُ ( في الأصـل ) : شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ .
والمَبْسُورُ : طالب الحاجة في غير موضعها ، فكأنه يبتغيها مستعجلا فيطلبها بغير أوانهـا .
وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ : لا تُبْسِرْ؛ البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب ؛ يقول: لا تَحْمِلْ على الناقة والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ ، وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها: طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها؛ أَنشد ابن الأَعرابي للراعي: إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه ،*** تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيهـا البِسارَا
وبنات الأَرض : النبات عموما ، وقيل أنواع خاصة من النباتات .
وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً : نكأَها قبلَ النُّضْجِ .
والبَسْرُ القَهْرُ .
وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً : عَبَسَ .
وَوَجْهٌ بَسْرٌ : باسِرٌ ، وُصِفَ بالمصدر .
وفي التنزيل العزيز: ((وَوُجُوهٌ يومئذٍ باسِرَةٌ ؛ )) سورة القيامة / 24 ، وفيه : ((ثم عَبَسَ
وَبَسَرَ )) سورة المدثر/22؛ قال أَبو إِسحق : بَسَرَ أَي نظر بكراهة شديدة .
وقوله: ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ عابسة مكفهرّة غضبى ، قد أَيقنت أَن العذاب نازل بها
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ .
أما البُسْر ( بضم الباء ) : والبُسْرُ الغَضُّ من كل شيء.
والبُسْرُ التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، واحدته بُسْرَةٌ ؛ قال سيبويه: ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في كلامهم، وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ والبُسْرِ.
وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ، بغير هاء، كله على النسب، ومِبْسارٌ: لا يَرْطُبُ ثمرها.
وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع: ليس له مِبْسارٌ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه.
وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر .
وللتمر مراحل إحداها البُسر ، قال الأصمعي :
إِذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدار فهو خَلالٌ ، فإِذا عظم فهو البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ . أي :
أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر، الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ . وجاء في مقاييس ابن فارس( مادة : ب س ر ) :
الباء والسين والراء أصلان : أحدُهما الطَّراءة وأن يكون الشّيءُ قَبْل إناه.
والأصل الآخر وُقوف الشّيءِ وقِلَّةُ حَرَكته. فالأوّل قولهم لِكلِّ شيءٍ غَضٍّ بُسْرٌ؛ ونباتٌ بُسْرٌ إذا كان طَرِيّاً .
وماءٌ بُسْرٌ قريبُ عَهْدٍ بالسَّحاب .
وابتَسَرَ الفَحْلُ النّاقةَ إذا ضَرَبَها على غيرِ ضَبَعَة ، أي لقحها وليس أوان إلقاحها ، وميولها للفحل .
ويقال للشّمس في أوّل طُلوعِها بُسْرة.
ومن هذا قولُهمْ بَسَر الرّجُل الحاجةَ إذا طَلَبها مِن غير مَوْضِع الطَّلَب.
وقياسُه صحيح، لأنّه كأنّه طلبَها قبل إناها .
والبَسْر ظَلْمُ السِّقَاء، وذلك شُرْبُه قبل رَوْبه ، والباسور داء معروف واللفظ غير عربي .
وجاء في القاموس المحيط ( بـُسْـر ) : بلدة بِبَغْدادَ، منها : أبو القاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ ، وقال أيضا
( بضم الباء وسكون السين ) : بلدة في حوران .
قلت هي التي يسميها العوام خطأً بالصاد ( بصر الحرير ) وهي عمود حوران ، اسمها الأصلي ” بُسْر الحريري ” ، وقد ذكرها الحموي في معجم البلدان ، إلى الشرق من ( زُرَه ، أو زرَع ) المسماة اليوم ” ازرع” جنوب دمشق ، وفيها مرقد نبيّ الله اليسع عليه السلام ، وقد شُــيِّـد َ بجواره مسجدٌ من أجمل مساجد الدنيا بحجارته البازلتية السوداء . وذكرها شمس الدين سامي في كتاب ( الأعلام ) باللغة التركية ذات الحرف العثماني العربي ، إحدى سبعة أقضية تشكل أقضية حوران ( جنوب سورية وشمال الأردن ) وهي :
قضاء فيق ، وعجلون وأذرعات ، وبصرى الشام ( أسكي شام ) وبسر الحريري ، والشيخ سعد ( البثينة – مدفن سعد بن عُبادة ) ، وأشمسكين ( الشيخ مسكين اليوم ) .
وتمتاز بسر بالغار النبيل المنسوب إليها ، ويسمى صيدلانيّـاً بالغار البسري النبيل ، Laurus Nobilis وهو النوع الدستوري المذكور في دستور الأدوية الفرنسي CODEX .
وفي بسر مجموعة آثار رائعة أهملها حكام سورية الطغاة ، من الطائفة الباطنية إمعانا في طمس كلِّ ما هو جميل في بلدان أهل السنّة والجماعة ، من آثارها الباقية :
الجامع العمري، ويسميه المواطنون الجامع الشمالي ويقع ضمن منطقة أثرية قديمة وجميلة جدا، ويقال أنه كان ديراً، وقريب منه توجد (قيسارية) ولعلها القيصرية، وبناؤها موجود اليوم في دار أبي عيد المرحوم محمد موسى غازي الحريري.
المطخ : بحيرة مياه تجميعية جميلة جدا . وبحيرة المهذب .
قلعة بسر الحريري
جامع المهذب ، منسوب لعالمٍ عارف كان يُلقّب بالمهذَّب ، وهو غرب المطخ بخمس مئة متر..
جامع النبي المكرّم سيدنــا اليسع عليه السلام ، وهو من أجمل مساجد العالم ، وقد دمَّر النظام الحاكم كثيرا من بنائه الجميل ..
الخوابي التراثية الجميلة ، وأشهرهـا خابية العليّـان .
قصور لا زال أكثرها قائمــاً . مثل دار ذياب غازي القديمة ودار يابوو ، والمجيلس .
ساحة الإمام أبي عبيد الحساني ، وتُسمَّى اليوم ساحة حسَّـانة ، وفيها كان المحدث الحساني القرشي يحدث ويلقي دروسه ومواعظه لعدد يجاوز الألف من طلاب العلم ، كانوا يحجون إلى بسر وعالمها من طبرية وفلسطين والجزيرة ونجد والعراق وسائر الأصقاع الشامية ، وقبل أبي عبيد الحساني الإمام العارف المحدث أبو البيان القرشيّ البسري رحمهما الله.
اللجاة : وهي هضبة يعرفها المواطنون البسريون ، ولا يعرفها أحدٌ سواهم ، وهي ( معاصي ومغارات وكهوف و متاهات وتشكيلات جفرافية قاسية وصعبة المسالك .. ) تحاذي بلدة بسر الحريري من الشرق والشمال الشرقي . وقد كانت مقابر للفرنسيين المحتلين الذين حاولـوا استعباد البلاد وأهلها ، كما كانت مقابر لحكام سورية من الطائفة الباطنية الحاقدة التي حكمت سورية بالنار والحديد والفئوية والحقد الطائفي الدفين على أهل السنّة بدءا ً من 1963.
وفي بسر الحريري قصور حديثة بُنيت في الحقبة المعاصرة أشهرها قصر أخي الشقيق الثاني ( محمود راشد الحريري – أبو الحسن/ت 2014م – رحمه الله ) .
إلا أن أبرز ما تمتاز به مدينة بسر الحريري هي علـمـاؤها في القديم والحديث :
من علماء بسر الحريري ؛ حسب التسلسل الزمني ( مع ملاحظة أن جميع العلماء ينحدرون من عشيرة الحريري وكانوا يُسمّون بني الزمان ، وسكان المدينة كلها منهم ، فهي بالأصــل وقف ذرّي (أهلي) لبيت الحريري، منحها والي دمشق الأيوبي للشيخ برهان الدين علي الحريري:
أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي البسري الدمشقي بدمشق سنة 279وهو من أهل الحديث ورجاله المشهورين ( المعجم الصغير للطبراني 1/25) .
ابو عبيد محمد بن حسان البسري القرشي: محدث زاهد له كلام في الطريقة وكرامات، حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عُواِنة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غيره وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرَعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونُجَيب وغيرهم . وابنه نجيب بن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قَوام الإسلام وبكتاب الطبيب ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب ، ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بها عن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين الرازي .
الشيخ نجيب الحساني ابن السابق ، حدث عن أببه و حدث عنه كثيرون .
محمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغسَّاني الحوراني البسرى : سكن دمشق و حدث عن نجيب، وكتب عنه أبو الحسين الرازي ، كما ذكرا آنفا ً.
ابو البيان القرشي البسري: بنان أو بناء بن محمد بن محفوظ (السلمي) أو (القرشي) البسري الحوراني ثم الدمشقي، مات سنة (551هـ) .
الشيخ برهان الدين علي الحريري : وترجم له ابن كثير فظلمه وهو من أقرانه ومعاصريه، ونذكر هنا أن شهادة الأقران ببعضهم لا تقبل عند المحدثين ، وذكره صاحب الأعلام الزركلي في ترجمةٍ مبتسرة ، ولم يذكر مراجعه . وهو شيخ ابن اسرائيل ، و إليه أو إلى ابن اسرائيل يُنسب جميع سكان (بسر الحريري) و هم عشيرة منسوبة لآل البيت يقال لهم بنو الزمان كما أسلفنا ، منتشرون في جميع البلاد الشامية وفي اليمن ومصر والعراق.
الشيخ علي الأصغر ، ابن السابق .
الشيخ الحجة الثقة الشاعر ابن اسرائيل الحريري: الشيخ محمد بن سوار بن اسرائيل أبو المعالي المعروف باسم ابن اسرائيل الحريري(603-676هـ ) و له شعر رائق ذكر شيئا منه ابن كثير في البداية والنهاية .
قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري الفقيه البسري الدمشقي ، انتدب للقضاء في مصر وذكره ابن كثير في و فيات سنة 728 هـ .
الشيخ عبد الباقي الحريري ، نقيب الأشراف في مصر والشام والأستاذ في الأزهر الشريف ، وهو دفين مدينة صيدا بحوران ، ( ت حوالى 1900 م) وناف على المئة عام وله مخطوط أسماء الله الحسنى ( شعراً ) وكتاب وصفات طبية ، وآخر في المذكرات الخاصة به بين بسر الحريري ، وبين المليحة ( مليحة عبد الباقي ، وهذا اسمها منسوبةً إليه ، وتدعى اليوم مليحة العطش) وازرع وبيروت ( حوران) وصيدا والحارة وجاسم وجباثا الخشب .
الشيخ محمد فرحان الحريري ، حفيد السابق ( ت 1942م) ، صاحب كتاب أصقاع حوران فيما سمي بالدير أو الخان ، و أحد المجاهدين الذين أذاقوا فرنسا كؤوس المرارة ، وحكم بالإعدام مرتين بناءً على مواقفه الجهادية ضد الإنتداب الفرنسي بالسيف و القلم ، و في المنتديات و المنابر والكتاتيب ، وله أيضا ديوان شعر مخطوط .
الشيخ محمد الحمد العليّان الحريري : ( ت حوالي 1960م)
الشيخ الرحالة الباحث سليمان السياد الحريري ( ت حوالى 1989 م )
الشيخ راشد الحريري( المفتي الفَرَضي الشاعر الأديب ) وهو والدي وأستاذي رحمه الله ( ت 1993 هـ ) واسمه الكامل : محمد راشد بن محمد فرحان بن حسن بن عبد الباقي بن عبد القادر بن يوسف غازي الحريري ) وهومفتي الجولان والجيدور ووادي العجم ، له ديوانا شعر ( عامي وفصيح ) وله مجموعة فتاوى ومجموعة أمثال ، ورواية تاريخية مخطوطة عنوانها ( عبد الكريم الجربا ) .
الشيخ تاج الشرع وأخوه الشيخ عبد الرحمن .
الشيخ احمد زين العابدين ، من بلدة تسيل وجذوره من بسر .
الدكتور ابراهيم محمد الحريري ، مات غريبا في مدينة أبها السعودية وهو متخصص في أصول الفقه وأستاذ جامعي له مؤلفات عدة مطبوعة ( ت 2014 م ) .
الدكتور محمد الطيب الابراهيم الحريري ( ت 2015 م ) الأستاذ الجامعي في جامعات مصر ولبنـان وسورية ، صاحب اعراب القرآن ، وغيره من التصانيف ، كان متخصصا في النحو والصرف والبلاغــة .
اللواء محمد زياد الحريري، قائد الجيش السوري في الستينات ، ورئيس الجمهورية ليومين، وهو من قام بثورة آذار 1963 ضد حكم الانفصال، وقد تآمر عليه البعثيون وتخلصوا منه سفيرا لسورية في فرنسا، وهو مولود ومتوفي بمدينة حماه إلا أنه من جذور بسرية رحمه الله ( ت 2015 هـ ) عن ثمان وثمانين سنة .
وممن ينتسب إلى بسر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أبو بهاء رحمه اللهن خرج منها أجداده منذ أكثر من مئة سنة.
لماذا سُمِّيت بسر الحريري بهذا الاسم ؟
رأيت من الباحثين من يزعم أنها سُمِّيت بذلك نسبة للبسر ، وأشجار النخيل التي كانت فيها ، وعلى التحقيق فهذا الافتراض خطأ ، ولم يسجل التاريخ أن نخلة واحدة زُرِعت في بسر الحريري ، وهي لم تشتهر بالبسر في يومٍ من الأيام .
فما السبب إذاً ؟؟
أرى مجتهدا، فإن أصبْت ُفبتوفيقٍ من الله، وإنْ أخطأت فمن نفسي وقصور علمي، أنَّ السبب إنما هو قولهم ( بسر وابتسر ) للمسافر من الأصقاع الواقعة قِبْلي دمشق ، وكانت تمر من بسر الحريري ، فإذا تعجل التاجر واكتفى ببسر ولم يشــأْ أن يتابع سفره إلى دمشق ، فباع بضاعته في ( بُسْر) قيل عنه ابتسر، وهو البسر أي استعجاله دمشق قبل وصولها ، ذلك أن بسر من أعمال دمشق .
أما الإضافة ( الحريري ) فهي نسبة للشيخ برهان الدين الحريري رحمه الله ، وليس نسبة للحرير ، فبسْـر لم تعرف الحرير يوماً ، وبالتالي نُسِبَتْ إلى الحريري بله منحه إياها الوالي الأيوبي وهناك سبب للمنح :
الشيخ علي الحريري، هاشمي قرشي نسباً، وبسر كانت مأهولة بالقرشيين الهاشميين سكانها الأصليين ، وهم من ذراري الفاتحين في جيش سيدنا خالد رضي الله عنه ، فأعطاه البلدة وقفاً ذريّــا ً، له ولعقبه من بعده، وهو آنس لعيشه ، فعاش بين أهله وذويه وأقاربه من الهاشميين ، أعاده إلى عشيرته ، وسُمّيت الحاضرة باسمه فقالوا ( بسر الحريري ) إلا أن العوام اليوم شوَّهوا الاسم فقالوا ( بصر الحرير ) ومنهم من يقول ( بصرى ) وكله غلط ، إنما هي بسْـر الحريري ، والله أعلم .