وش عندك” عبارة مقززة ومنفرة نسمعها كل يوم، وفي كل حين عند مراجعتك لموظفي القطاعات الحكومية والمصيبة حتى الخاصة أحيانًا، والمصيبة الأكبر عندما يدخل زميله ويوجه نفس السؤال، لكن بطريقة أخرى “هذا وش عنده؟” فتعيد النظر في المكان والأوراق التي معك خوفًا من أنك أخطأت بالعنوان. وكأن الموظف يخبرك بحالته النفسية، فلست في مزاج جيد اليوم لإنجاز معاملتك أو أداء عملي بشكل ممتاز. ونسي أو تناسى بالأصح أن الدولة ما وضعته في هذا المكان إلا لخدمة المراجع ولإنجاز معاملاته على أكمل وجه، بل وحتى تقديم شكوى ضده في حالة تقاعسه عن العمل والواجب المناط به. نحتاج كثيرًا أن نتعلم من الغير بل ونتطور للأحسن، فلو غير الموظف الطيب عبارته “وش عندك؟” التي ما إن تخرج من فمه حتى تحس نفسك كنكرة متطفل وتستجدي عطفه بإنجاز معاملتك التي هي أساس عمله، ولولا معاملتك لما حصل على هذه الوظيفة. ما ضره لوغيرها بـ” كيف أقدر أخدمك”؟ في مدينة دبي هناك استبيان عن مدى رضاك عن المدينة والخدمات المُقدمة فيها، وهل أنت سعيد أم لا في دبي؟ وتوقع اتصال مباشر من شرطة دبي ليس لاعتقالك أو تعنيفك في حال عدم رضاك عن المدينة، بل للاستفسار عن القصور في الخدمة المقدمة لك، ومعاقبة المتسبب في عدم سعادتك في المدينة.
لا نطالب باتصال من الشرطة ولا من أي شخص آخر، ولكن كل ما نطلبه منك ياأخي الموظف الكريم عند مراجعة أي شخص لك أن تبتسم في وجهه، وتستشعر حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-:”وتبسمك في وجه أخيك صدقة”. وتقول ” كيف أقدر أخدمك”؟ هل هذا كثير علينا؟!
نعيش هذا الواقع في كل مراجعه ونشعر بالغضب والتوتر من هذه الكلمه سلمت يداك ماجد الصاعدي