حمود الفقيه

جامعاتنا والملخصات

وظيفة الجامعة منح الطالب مفاتيح المعرفة من خلال تدريسه أدوات البحث العلمي وأليات أكتساب المعرفة من بطون المراجع وتربيته على انتاج المعرفة . ومن مهام أستاذ الجامعة الأخذ بايدي طلابه على ارتياد المكتبات والقراءة الجادة والبحث عن المعلومة من خلال القراءة العامة والقراءة التنقيبية وذلك بتكليف طلابه بالرجوع إلى الكتب والمراجع التخصصية والتي تخدم مقرر المادة ، وتعويد الطالب على البحث والدراسة . ولكن الملاحظ تفشي ظاهرة الملخصات بين طلاب بعض الجامعات مع غض الطرف من قبل بعض الاكاديميين في جامعاتنا ، مما اخرج للحياة طلاب قليلي الثقافة غير قادرين على اكتساب المعرفة وتوظيفها بعد تخرجهم من الجامعة . وهنا نتسأل عن المسؤول عن ذلك ؟ وماهو دور مراكز البحث العلمي في الجامعات ؟ والتي يتطلع إليها المجتمع إن تقدم الحلول للكثير من المشكلات الفكرية والثقافية والسلوكية مع تتناميها على مستوى الحياة الاجتماعية ، واعتقد كما يشاركني البعض أن السكوت من قبل الجامعات ومنسوبيها عن ظاهرة الملخصات جريمة في حق الوطن وفي حق جيل المستقبل الذي يعول عليه في بناء التنمية الوطنية من خلال الإعداد الجيد والمتوازن والمناسب لسوق العمل ، واعتقد أن ظاهرة الملخصات لن تزول وتغيب عن المشهد الجامعي طالما أن هناك من يستفيد ماديا من بيعها في مراكز خدمات الطلاب التي اصبحت تجارة رائجة في محيط الجامعات . ولايرضي بالملخصات إلا من تحول إلى ملقن للمعرفة وفق روتين لا يغيره ولايحيد عنه ، ولن يكون قادرا هو ومن على شاكلته على التأثير في طلابه وإعدادهم كسواعد تخدم الوطن في جميع المجالات بمقدرة إبداعية مثمرة .

ونحن نوجه نداء لأساتذة جامعاتنا ومسؤوليها المخلصين لمحاربة هذه الظاهرة التي افسدت عقول طلابنا وعودتهم على الكسل واسهمت في تجهيلهم ، ونبذ ومحاربة من يرضاها من زملائهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى