عبدالرحمن الأحمدي

( فطن )..حماية وبناء ورعاية

من المواقف العالقة في الذِّهن ولا تُنسى تأثرُ سلوك أحد طلاب المرحلة المتوسِّطة سلبيًّا بمظاهر غير تربويَّة وأخلاقيَّة نتيجة بعض المواقف والأحداث خارج المبنى المدرسي، وبسبب الرُّفقة السَّيِّئة انحرف جرَّاءها عن جادَّة الصَّواب، وكان حضور ولي أمر الطَّالب والذي كان على درجة عالية من الرُّقيِّ والعلم والأدب صدمة مؤثرة له، ولكون الابن من الطُّلاب المتميِّزين علميًّا وتربويًّا، انتقل الأب حينها مباشرةً إلى المستشفى للتَّعافِي من الوعكة الصِّحيَّة المفاجئة من خيبة ما سمع عن حالة الابن من قِبل فريق الإرشاد الطُّلابي المدرسي. ولهذا الموقف ولمواقف أخرى مشابهة قد تكون أشدَّ سوءًا ـ لو كتب الله ـ فيما لو غفلنا عن مسبِّباتها وبداياتها؛ جعلت وزارة التَّعليم تدشِّن البرنامج الوطني لوقاية الطُّلاب والطَّالبات (فطن)، وهو برنامج يعتمد وبناءً على ما ورد في رؤيته على الرِّيادة في البرامج الوقائيَّة والسُّلوكيَّة لتعزيز المهارات الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة الإيجابية بنهاية عام 1438هجرية مسهمين في بناء المواطن الصَّالح (الفطن)، وماجاء أيضًا في رسالته وقاية المجتمع التَّعليمي طلابًّا ومعلمين وبيئة تعليمية من المهِّددات ممتدين بخدماتنا إلى الأسرة.ومن أهم أهداف هذا البرنامج: التَّحصين النَّفسي للطُّلاب والطَّالبات؛ لوقايتهم من المخدّرات، والسُّلوكيَّات الخطرة، والأفكار المنحرفة بتعزيز القيم الدِّينيَّة، والاجتماعيَّة، والأخلاقيَّة، وإقامة البرامج التَّدريبيَّة، والمحاضرات التَّوعويَّة، وورش العمل وتكوين فرق تطوعيَّة تدعم التَّنفيذ في مناطق المملكة. وفي هذا الصدد يؤكد التربوي الفاضل الأستاذ محمَّد بن مهدي الحارثي بقوله: (نحن نواجه هجمةً شرسةً تقع على أبنائنا الطُّلاب، ولا بدَّ من التَّنبه لمثل هذه الهجمات؛ حماية لهم في دينهم وفكرهم وحياتهم عمومًا. ووجود برنامج “فطن” في مدارسنا لتقديم كلِّ ما نستطيع تقديمه لهم من الإرشاد والتَّوجيه والعون والمساعدة .. حفظ الله وطننا والجميع من كلِّ مكروه وسوء.) وهذا البرنامج وغيره من البرامج التَّربوية والتَّعليميَّة حديثًا وقديمًا جميعُها تصبُّ في مصلحة الطَّالب دينيًّا وفكريًّا وسلوكيًّا، ولا نغفل ضرورة تعاون وتكامل جميع المؤسسات الأمنية والمدنية التعليمية منها والأكاديميةفيما بينها، مع أهميَّة التَّواصل الفعَّال والمثمِر بين المنزل والمدرسة، فكلُّ طرف منهما مكمِّل للآخر، خاصة في ظلِّ هذا الانفتاح الإعلامي غير المسبوق والمثير للجدل والاستغراب، ووجود وسائل التَّواصل الاجتماعي المتعدِّدة أو ما يُسمَّى بالإعلام الجديد، ولا يخفى على الجميع ما يموج بنا خارج هذا الوطن الغالي من فتنٍ .. ومشاكلَ .. واضطراباتٍ .. ومحاولاتِ التَّأثير السلبي على شبابنا. نسأل الله تعالى الهداية والحفظ والسَّلامة ﻷبناءنا، والأمن والأمان والاطمئنان للجميع في هذه البلاد الطَّاهرة .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الله يوفق التعليم والعاملين فيه لمافيه خير لابنائنا الطلاب وان يحميهم من كل سوء
    سلمت يابو محمد مميز بطرحك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى