ماحدث في باريس من تفجير وهجوم إرهابي فاشي ندينه ونستنكره جملة وتفصيلا ، هذا الهجوم البربري الفاشي اعتدی علی الأنفس الآمنة بدون وجه حق ، وقد أدانته المملكة العربية السعودية وأصدرت فيه هيئة كبار العلماء بيانا شافيا يدينه ويستنكره ، وإذا كان هناك في الزمن الغابر قد حصل اعتداء فرنسيا علی المسلمين ، فهو مدان أيضا ولا أتصور أن إنسانا سويا يبرره أو يقبله ، فالذي ارتكب تلك المجازر الفرنسية ضد المسلمين هم المتطرفون أنفسهم ، فمثلما عندنا دواعش ملاعين وهمجيين كان عندهم أيضا مثلهم ملاعين وهمجيين ، وبالتالي لافرق في الجريمة ، فالمجرمون القتلة الذين يقتلون الأنفس البريئة في أي زمان أو مكان ، لا أتصور أن لديهم أي إنسانية أو خلق أو دين ، حتی ولو تلبسوا بلباس الدين ، ﻷن ديننا العظيم لا يجيز قتل الأبرياء مهما كانت ديانتهم ومللهم .. هؤلاء الدواعش هم نفسهم الخوارج الذين قتلوا الخلفاء والصحابة ، فهل سيتورعون عن قتلنا الآن ؟! بالتأكيد لا ، ولكن العالم كله بجميع عقائده سينهي هؤلاء الأوباش مثل ما أنهی جذرهم الهالك تنظيم القاعدة .. فالقاعدة ومن ثم داعش بعضهم من رحم بعض ، وليس لهم من الإسلام إلا انتحال الهوية فقط ، إنهم عار علی الدين وعار علی الأمة الإسلامية ، فلم نجن من خلفهم إلا السمعة السيئة والتشويه لكل من له علاقة بالإسلام ، الهجوم الأخير علی باريس هو لمصلحة المجرم بشار الأسد ، فبدلا من أن يركز المجتمعون في المؤتمر غدا الأحد علی إدانة بشار الأسد والمطالبة برحيله لحماية ماتبقی من الشعب السوري ، ستتغير بعض المواقف بحجة التركيز علی محاربة الإرهابيين الدواعش بدلا من الأسد ، وهذه خدمة مجانية قدمها تنظيم داعش الإرهابي إلی بشار ونظامه ، مع يقيننا أن التفاهم قائم بين الإرهابي الأسد وبين الإرهابيين الدواعش ، والمسألة مسألة تبادل أدوار بين التنظيمين داعش ونظام الأسد ، اللهم اهلكهم جميعا.
0