الذين قرأوا كتاب (حياة في الادارة) للدكتور غازي القصيبي رحمه الله ، لابد وأنهم قد قرأوا الحوار الذي دار بين الملك فهد رحمه الله وبين الوزير القصيبي , قبل ان يتم اسناد وزارة الصحة له .
كان الملك غير مرتاح لخدمات الصحة , ويرى ان كل الوزارات قد تقدمت وتحسنت ماعدا وزارة الصحة ، حتى إن الملك فهد فكر ان يتولى تلك الوزارة بنفسه .. ذلك ما جاء في الكتاب.
نخلص مما تقدم ، وأيضاً مما تراه عيوننا اليوم ، وما نعيشه ونتعايش معه من خدمات ” مهلهله ” لوزارة الصحة ، أدت إلى أن يعتمد الواحد منا نحن المواطنين على جيبه في علاجه وعلاج أسرته . الناس الآن أثقل كاهلهم العلاج والدواء بأسعاره المتزايدة كل شهر .
وليس ثمة حل سوى في التأمين الطبي ، الذي يعد واحداً من مفاتيح الحل ، بما يساهم في فك شفرة وألغاز وزارة الصحة العتيدة ، لكن مع الأسف فالقائمين على شؤون الوزارة لا يريدون ذلك الحل فيما يبدو ، بدليل أنهم لا يتحدثون ولا يعملون أيضا , ما يعيد لنا بصيص أمل في وزارة شاخت حتى استحالت هرمة .
الخبراء والحكماء والناصحون المخلصون ، يرون ان أحد وجوه الحل هو في التأمين الطبي , من أولئك الحكماء وزير الصحة الأسبق د. حمد المانع , الذي كان صرح طبقاً لصحيفة تواتر الاليكترونية , بقوله : (أن التأمين على ” كل المواطنين ” لن يكلف الوزارة أكثر من 40 مليار ريالا فقط ، وسوف يوفر 60% من ميزانية وزارة الصحة التي تعدت 110 مليار ريال).
الوزير المانع – نفسه – قال أيضا : (يحز في نفسي أن أرى مواطناً يستجدي سريراً ) .. وبذلك فقد اختصر الوزير د. المانع كل مشاكل وزارة الصحة في هذه السطور القليلة التي تعني الكثير , بل ووضع يده على الجرح كواحد من ” أهل البيت ” القريبين من جوهر المشكلة .
ويبقى السؤال المرّ والمذهل .. إلى متى تظل وزارة الصحة ” مهلهلة ” وتتخبط ؟.. ومتى تصحو لتقوم بواجبها في علاج المواطنين ؟
بخيت طالع الزهراني