دشنت وزارة التعليم قبل أسبوعين من الآن برنامج ” فَطِن ” وهو البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات بالتعليم العام تحت شعار ” فَطِن ” لجيلٍ آمن .. من أجل حماية طلابنا وطالباتنا من الأفكار الهدَّامَة ، وأفكار التفجير والتكفير ، ومن أجل تحصينهم من كل ما يُسيء لهم أو للدين أو للوطن ، بحسب هدف البرنامج .. ويُعد برنامج ” فَطِن ” برنامجاً فريداً من نوعِهِ ، وبرنامجاً وقائياً لطلابنا وطالباتنا متى ما فهموا أهدافه ، ووصلت لهم بشكلٍ سليم حتى يبتعدوا عن ما يشوش عليهم فِكرهم أو يُوقعهم في منزلقٍ خطير ، قد يصعب تغيير فِكرهم حينها ، حتى يكونوا فطنين بالشكلِ الذي نُريد ..!
لكن في اعتقادي ، واعتقاد الكثير أن ما ينقص برنامج ” فَطِن ” حتى يُحقق الأهداف التي من أجلها وضع ، أن يطلع عليه كل الناس ، لا العاملين في المدارس فقط ..! صحيح أن الطلاب والطالبات هم جيل الغد ، وتكثيف العمل في حقهم يكون بشكلٍ أقوى ، لكن الأكثر صِحة أن المجتمع كله ينبغي أن يكون ” فطناً ” وذلك بتكثيف التعريف به عبر مُحاضرات عامة وتوعوية في المساجد ، ودور العِلم ، كالجامعات والكليات ، والشوارع والميادين ، عبر لوحات دعائية هدفها التعريف به ، حتى يَعلمه الصغير والكبير ، والنساء والرجال ، والمُتعلم وغير المُتعلم ، حتى يكون مُجتمعنا كُله ” فَطناً ” بإذن الله تعالى متى ما حاولنا أن نوصل رسالته للجميع ..
وخِتاماً .. بقي استدراك أن من واجب صاحب فِكرة برنامج ” فَطِن ” ومن تبناه ورعاه أن يَعي تماماً أن الفِطنة لا تتحقق بشكلٍ كاملٍ إلا حينما تكونُ شاملةً وعامةً على كل أفراد المجتمع ، كلاً بحسب موقعه ، ومن ذلك ضرورة توظيف العاطلين والعاطلات ، والتوسُع في قبول الطلاب والطالبات في الكليات الجامعية ، وزيادة عدد الجامعات ، والتقليل ما أمكن من كثرة الاختبارات كقياس وغيره ، والذي حَرَمَ ـ ومازال ـ أيضاً كثيراً من شباب وشابات الوطن بالالتحاق بالجامعات أو بالوظائف على الرغم من كفاءتهم وتأهيلهم العالي المناسب ، وبذلك نكون إن شاء الله قد حققنا أهداف ” فَطِن ” بشكلٍ واعٍ كحقيقة عملية ، لا صورية فقط ، ولم نجعلها حِكراً على طلاب التعليم العام فقط ، فهل نعي ذلك ..؟! أتمنى ذلك ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..
——————-
@Journa_Writer