محمد اليحياء

رفع أسعار تذاكر المباريات.. مَن المسؤول؟!

كلنا ندرك ونعلم أن الشباب هم رجال المستقبل، الذين -بمشيئة الله- على سواعدهم تنهض الأمم، كما ندرك أن النجاح الكبير في حمايتهم واستغلال أوقات فراغهم، يجنّبهم ويجنب أوطانهم العديد من الشرور، التي تتربص بهم من خلال أعداء الدين والوطن، الذين يتربصون بهم لجعلهم أدوات تدمير وهدم وغرس، وزرع أفكار هدامة انتقامية، مثل داعش، وما إلى ذلك. وكما نعلم جميعا؛ فإن للرياضة دورا كبيرا وهاما في حياة الشباب، وهي اليوم الشاغل الأول للشباب الرجال بدرجة كبيرة، ومع الأسف الشديد حتى النساء اقتحمن التشجيع لكن بجهل هن في غنى عنه، ما دفعني لكتابه هذا المقال الذي أراه -من وجهه نظري- هاما، هو ما يتردد أو ما حدث فعلا، حيث يقوم رؤساء الأندية برفع أسعار تذاكر المباريات بهدف الربح على حساب الجماهير. ونعلم جميعا أن الأسعار تعتبر بوضعها الحالي إلى حد ما معقولة، حيث أسهمت في تواجد المشجعين وعشاق الرياضة في ملاعبنا بأعداد فاقت كل الدول العربية، حيث تسجل الأرقام لدينا للحضور الجماهيري أرقاما تفوق الوصف، وهذا ما جعل دورينا ونشاطاتنا الرياضية بكرة القدم متميزة جماهيريا. ثم يجب أن لا ينسى أولئك الذين يرفعون ويطالبون برفع أسعار التذكار، أن قرابة 60% من متابعي الكرة في الملاعب السعودية من الطلاب، وميزانية كل واحد على “قدره”، وهذا القرار سوف يتسبب إذا ما حدث في عزوف الجماهير عن الحضور، حيث ترتفع المصاريف، فذلك المشجع يحتاج مصروفا لشراء التذكرة، ومصروفا لتناول وجبات، ومصروفا لكي يستقل ليموزين لتوصله للملعب، ونعلم أن معظم ملاعبنا بعيدة عن المدينة، وكلما ابتعد الملعب كلما ارتفع سعر المشوار إذا كان أولئك المطالبون بالزيادة، أو الذين طبقوها يريدون زيادة مداخيل للنادي، أو لجيوبهم، فهناك طرق عديدة للكسب، وزيادة الدخل للأندية من خلال مشاريع الاستثمار كإنشاء بوفيهات، وشقق سكنية، ومتاجر لبيع أزياء النادي وشعاراته والهدايا، وخلافه.

لذا على رعاية الشباب واتحاد كرة القدم ورابطة المحترفين، إجهاض مثل هذا القرار الذي ربما يتسبب في كوارث شبابية، سببها غياب الشباب عن حضور المباريات، كون الرياضة -كما قلت سابقًا مجالا خصبا لاستثمار طاقات الشباب من خلال التشجيع المتعقل والابتسامة عند الفوز، والتواضع، والرضا عند الهزيمة؛ لأن الأمر كله لا يعدو كونه متعة وفرجة في أجواء ودية. كما يجب على تلك الجهات -التي ذكرناها- أن تفكر كيف تزيد من استغلال أوقات الشباب الذين يحضرون اللقاءات بإقامة مناشط تثقيفية توعوية وطنية قبل وأثناء وبعد المباريات؛ لأن هناك من يتربص بتلك الطاقات؛ لتدميرها وتدمير الوطن، كون الفراغ مفسدة ما بعدها مفسدة إذا لم نحتوِ نحن شباب الوطن، ونسخّرهم لما يفيدهم وما يفيد وطنهم.

يجب أن نسعى لإيجاد نشاطات كبيرة ومستمرة طوال العام؛ لاحتواء أفكارهم وهواياتهم، وهذا دور يقع جزءا كبيرا منه على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتعليم والجامعات والتدريب التقني والمهني ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الإعلام، ووسائل الإعلام الثلاث، وتفعيل ومراقبة قنوات التواصل الحديثة؛ لكي تخدم وتحمي شباب الوطن من الكلاب المسعورة، التي تتربص بهم.

حمى الله بلادنا من كل حاقد، وحاسد، وجاحد، وناكر، ومتربص، من خوارج هذا العصر، ودواعشه. أكرر: الشباب مسؤوليتنا جميعا، مَن هم خارج المنزل ومن هم داخله، والعلاقة لحمايتهم، يجب أن تكون مستمرة بين البيت والمدرسة والجهات الأمنية. مراقبة الشباب أمر هام، واختيار الأماكن المفيدة لكي يفرغوا الشحنات والطاقات التي لديهم تحتاج عناية، وتوفير الأجواء الصحية، ولعل الرياضة وحضور المباريات للرجال أحدها. كما لا ننسى، أن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب الدور الكبير في إبطال قرار زيادة أسعار التذاكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى