عبدالرحمن الأحمدي

مشروعُ مجتَمَعِ القِيمِ النَّبويَّةِ .. رسالة الحرمين للعالم!!

أَعلمُ ـ جيِّدًا ـ أنَّ الدُّموع غاليةٌ، وهي أنواعٌ؛ منها: دموعُ الفرحِ؛ وكما قيل: (طَفَحَ السُرورُ عَلَيَّ حَتّى إِنَّهُ … مِنْ عِظْمِ مَا قَدْ سَرَّنِي أَبْكَانِي).

وكلَّما تذكَّرتُ تلك الدُّموعَ المنحدرةَ من مقلتَي التَّربويِّ الفاضلِ حسن يحي فيلالي في ليلةِ وداعه الوظيفيِّ، والَّذي كان له سَبْقُ الفضل هو ومن معه من الأفاضل ـ أثابهم الله جميعًا ـ في تأسيس المشروع العظيم؛ (مشروع مجتمع القيم النَّبويَّة)، وهو يُوصِي وبقوَّةٍ وعزمٍ وحُرقةٍ!! في تلك اللَّيلةِ المشهودةِ؛ يُوصِي ـ خيرًا ـ باستمرار هذا المشروع النَّبيلِ، ونظراتُه آنذاكَ صَوبَ المسؤولِ الأوَّلِ تعليميًّا: التَّربويِّ القديرِ محمَّدِ بنِ مهدي الحارثيِّ، وكأنَّه يأتيه الرَّدُّ مباشرةً وبِلُغةٍ واحدةٍ فقط؛ لغةُ العيون إن شاء الله تعالى.

ولـ(مشروع مجتمع القيم النَّبويَّة) نشأةٌ كانت عبارةً عن فكرةٍ قامت على أساس بثِّ القيم والمبادِئ النَّبويَّة داخل المجتمع التَّربويِّ عمومًا من معلِّمين وطلَّاب.
وقد لقي المشروعُ في بداياته صعوباتٍ وتحدِّياتٍ حتَّى رأى النُّورَ وظهرَ للعلن ـ وعند جهينةَ الخبر اليقين ـ. يقول الشَّيخ عبد الرَّحمن السّديس عن هذا المشروع: ((ولقد سرَّني هذا المشروعُ أيَّما سرورٍ، وأرى أنَّ إدارةَ التَّعليم قد خَطَتْ خُطْوةً، وسنَّت سُنَّةً حسنةً في أن يجدَ هذا المشروعُ التَّعاونَ والتَّكاتفَ بين وسائل القنوات في البيت .. في الأسرة .. في المجتمع .. في المدارس .. في الجامعات .. في وسائل الإعلام .. في كلِّ مجال من مجالاتِنا نُعْنَى بموضوع القيم، ولهذا فأَنا أُشرُف بالأصالة عن نفسي وبالنِّيابة عن زملائي في (الرِّئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَّبوي) أن نلتقيَ مع إخواننا رجالاتِ التَّربيَّة والتَّعليم بالعناية بهذا المشروع العظيم، وإنِّي لأتشرَّف مِن ضمن مَن يخدم بهذا المشروع المهمِّ، وأرى أنَّ (الحرمين الشَّريفين) هما الوعاء المهمُّ الذي ينبغي أن تنطلق منهما القيم للعالم بأسره، ولهذا فإنَّه يسرُّني التَّعاون مع هذا المشروع …، بل إنَّني أدعو كافَّة وسائل وقنوات المجتمع والتَّواصل فيه أن تُعنى بهذا المشروع المهمِّ؛ ﻷنَّه مشروعُ أمُّةٍ، هذه رسالتُنا .. وهذه عقيدتنا في إيصال القيم الإسلاميَّة إلى العالم بأسره)).

ورسالة المشروع كما جاء عن المسؤولين فيه: نحو مجتمع تربويٍّ متمسِّكٍ بقيمِ وأخلاقِ النبوة .. وجاء في رؤيتِه أيضًا: اكتمال مكوِّنات المجتمع القادر على إعداد مواطنين مسؤولين يعتزُّون ويقتدون بقيم وأخلاق النُّبوَّة في دينهم ودنياهم، ويعظِّمون شرف الجوار، ويحبُّون وطنهم، ويسعون لرُقِيِّه، ويكونون قُدواتٍ تُحتَذى فكرًا وسلوكًا من سائر المجتمعات.
ومن أهداف هذا المشروع العالمي ـ بإذن الله تعالى ـ أن يُصبح جميعُ التَّربويين قدواتٍ ﻷبنائهم الطُّلَّاب من خلال تأسِّيهم بقيم النُّبوَّة. وأن تُخرِجَ مدارسُ التَّعليم العامِّ مواطنين مسؤولين ذوي شخصيَّات إيجابيَّة متكاملة، وأن يسود المجتمع التَّربوي الاعتزاز بالقيم النَّبويَّة والتَّمسُّك بها فكرًا ووجدانًا وسلوكًا.

إنَّه لمن الجدير بنا جميعًا من مسؤولين ومعلمين وطلُّاب، بل ومجتمع سعودي بكامله، أن نُدرك أنَّنا أصحابُ رسالة ساميةٍ انطلقت من مهبط الوحي مكة المكرمة.لتكون للعالم أجمع، وهذا الشَّرف الذي تفضَّل الله به علينا؛ ليُحمِّلنا مسؤوليةً عظيمةً في إيصال القيم والمبادِئ النَّبويَّة للبشريَّة كلِّها، ونعكس بحقٍ الخُلُقَ القرآنيَّ العظيمَ في أقوالنا .. وفي أفعالنا .. وفي سلوكنا عمومًا؛ قال الله تعالى في محكم التَّنزيل: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُوْنَ)) [سبأ:28].

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الله يجزاك خير على انتقائك للمواضيع الهامة التي جديرة بالاطلاع والقاء نظره عليها

  2. شكرا أستاذنا الفاضل على التذكير بهذا المشروع العظيم وأتمنى أن يكون له التأثير الكبير على المجتمع بكل فئاته.

  3. مشروع تربوي ممتاز وهذا كان بالفطره في الاجيال السابقه لكن الحث عليه وترسيخه لدى كل تربوي راح نجني ثماره قريبا
    لك كل ودي وحبي يابو محمد اسعدت بقراءة طرحك الرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى