إنسانة طموحة وعصامية وتعشق الرقي والتميز ، بعد أن تزوجت وأنجبت وربت أبناءها وهيأتهم للدراسة الجامعية ، حنت لمقاعد الدراسة ، وتحركت في داخلها رغبة جامحة لإكمال تعليمها ، فزاملت أبناءها في المرحلة الجامعية حتی حصلت علی البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولی ، ثم التحقت بجامعة الملك سعود وحصلت منها علی شهادة الماجستير في التعليم التمريضي بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولی ، بعدها تعينت محاضرة وعضو هيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز ، ومن ثم تم ابتعاثها إلی بريطانيا للحصول علی الدكتوراه ، حيث نالت التكريم من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة ، لكونها من المبتعثين المميزين والمتفوقين ، وقد حصلت قبل ذلك التكريم علی جائزة التفوق في البحث العلمي والمسابقات العلمية من جامعة كارديف ، ولقد تميزت تلك الدكتورة السعودية بتفوقها العلمي المتواصل في مشوارها الدراسي وانجزت العديد من الأبحاث العلمية في مجال تخصصها حتی ذاع صيتها ، ولم يعيقها عن ذلك التفوق حشمتها وعفتها وتمسكها بحجابها الإسلامي ، بل زادها تقديرا واحتراما لشخصها وسلوكياتها العطرة .. وهنا ينتهي الحصاد العلمي المشرف وتنطفي معه شمعة كانت تضيء حياة الزميل الإعلامي المعروف محمد عبده النوساني ، حيث انتقلت حبيبته وشريكة حياته وأم أبناءه الدكتورة شيماء عامر إلی رحمة الله ، بعد مرض ألم بها ولم يمهلها كثيرا ، ومثلما كرمت الدكتورة شيماء عامر في حياتها ، فإن جامعة كارديف تعتزم إقامة مؤتمر علمي يوم السابع عشر من نوفمبر الحالي في مقر الجامعة ، للحديث عن منجزات الدكتورة شيماء والإشادة بما قدمته للعلم من ابتكارات ومساهمات فاعلة لخدمة التعليم التمريضي الذي سخرت نفسها من أجله طوال مشوارها العلمي الحافل حتی توفاها الله ، رحمة الله علی فقيدة الوطن وأسكنها فسيح جناته .
