هنا.. طالب..حقيبة..كتاب..أوراق..قلم..ممحاة.. تحملها أيادي أمينة.. ترافقها نظرات قديمة.. وهناك.. مواطن متفائل..تدفعه أماني بسيطة..
تدفعه تطلعات مشروعة..في وطن عظيم.. الطريق مكرور المعالم..والأمل كبير وموجود.. والطموح عالية..لأ خذ مكان لائق في الحياة..القلوب في هذا اليوم..وكل يوم وديعةمطمئنة.. ولكنها قلقة بعض الشيء..من ماذا ؟ لاتدري..!! فهي لاتعلم الغيب أبدا..علمها ومعرفتها في حدود الدقيقة..بل في تمام أسوار الثانية..كل شيء يمكن تجاوزه..إلاالإهمال المؤكد.. إلا التبريرات المتعددة.. والأعذار الممسوخة.. وعود متهالكة مملة..وتعهدات بائسة متناقضة..
واللجان تلو اللجان..ولا جديد تحت المطر.. ولا جديد عند الكوارث..إلا اختلاف الأسماء في المغادرين..وتنوع الأوصاف في الضحايا.. وفي المجمل طبعا موت إنسان..إنها المأساة.. علت الصيحات..قفزت القلوب من أماكنها.. دب الخوف.. واختلطت الأصوات..زادالفزع.. حلت الكارثة!!والشهود حضوروالأماكن شاهدة.. تملص الجميع من المسؤولية..كل يحمل غيره الأسباب..(الأرصاد) أرسلنا..(الدفاع المدني) بلغنا..( الأمانة) أدينا .. (المرور )الوضع فوق طاقتنا..وعموماً أعانك الله أيها الوطن المبتلى..والوقت يمضي على عجل.. مع ومضة سطوع البرق.. وضجيج صوت الرعد.. والشق أكبر من الرقعة.. والناس مابين ترقب..ومابين انتظار..والضحية إنسان..لاعلينا يموت ليعيش غيره..!! هم يتوهمون بالأقوال السديدة..ويتخيلون الأفعال الأكيدة..ويتهمون الرياح الشديدة.. في غمرة الأحداث..والخوف من التبعات.. تناسوا ببعدهم الأليم.. العليم المطلع..ومن ثم تناسوا قبل الكارثة الحزينة ضمائرهم المغيبة.. حبسوها في أدراج مكاتبهم..لا داعي لوجودها.. ولاداعي للخوف أصلا..ولا داعي لوجودها الآن! فليس لهم حاجة فيها..دامت العين مفتوحة.. واليد متطلعة ..والنفس الضعيفة متشوقة.. والمحصلة فقد الوطن زهوره. فلذات أكباده.. ومازال متوجس من القادم ..فالموسم في بدايته..والموقف في انطلاقته.. والوجوه بل الأشباح مازالت في عمق مواقعهاتطلب التمهل والترفق بها.. وحسن الظن في التعامل معها..
(لقد أسمعت لو ناديت حيا..
ولكن لا حياة لمن تنادي)
والضحايامزيداً من الخوف..مزيداً من الألم..مزيداً من الكبد والتعب والكدر .. يتربص الجميع في مواقع الموت المتناثرة.. ومن ذلك الخوف ..قد يظهر بصيص أمل من طرف الوقت الخفي ليقضي على المعاناة.. فالليل حتما سيخبر عن أسباب المعاناة..!!
كلام جميل الي متى السكوت الواجب محاسبة المقصرين وعلنا ويكونون عبره للغير بلدان افقر منا بكثير تهطل عليهم يوميا وعلي مدار الساعه ولاتجد الا اثار المياه الي متى والانفاق الارضيه تتعبا بالماء الي متى تعبنا وحاء وقت الحساب ياميرنا المحبوب فانت الامل بعد الله وثقتنا فيك لا تهتز بتغير هذا الوضع وشكرا يابو محمد علي الطرح الرائع
الأستاذ الفاضل عبدالرحمن لقد وضعت اصبعك على الجرح وشخصت المرض واسبابة ويبدو أنه مرض مزمن وعلاجه صعب جدا طالما ( هم يتوهمون بالأقوال السديدة..ويتخيلون الأفعال الأكيدة..)
شكرا لك اخي الكاتب.