عبدالرزاق حسنين

طرقت باب المسئول..بلا وآسطة !

 

نعم..عزيزي القارئ فعنوان مقالتي يعبر عن واقع عشته ويعيشه الكثيرون في مجتمع شاع فيه القول: تحتاج إلى واسطة لتدخل على فلان أو فلان مع حفظ الألقاب وإن كان فلاناً موظفاً عادي على شباك مراجعين إصطفوا لينهي معاملة لهم ليكملوا دورة الروتين الورقي الذي ورثناه من الماضي البعيد في زمن لزم علينا مواكبة تقنيته المعاصرة التي بدأتها بعض الدوائر الحكومية ، ومنها إدارة الجوازات وتلك القفزات التي تضاف لإنجازاتها وليس أدل على ذلك ” أبشر ” وغيره مما سهل على طالبي الخدمة إنجاز مهامهم حيثما كانوا ، وبالعودة لما بدأت به فهي حقيقة عشت سطورها لشهر قمري كامل لحاجتي في نقل إبنتي من دائرة إلى أخرى ، إذ قصدت العديد من الأعيان والوجهاء الذين توسمت فيهم علاقة وطيدة بمن يقضي مصلحتي بالإيجاب وعبارة “أبشر طال عمرك” فموضوعك سهل وبعبارة أخرى ” تم” ، وهذا ما حظيت به قولاً بلا عمل عبر إتصالات ورسائل واتس اب متعاقبة لهؤلاء الكرام وبالمفهوم العام ” الواسطة” لدى ذلك المسئول ، وقد طال بي المسار والإنتظار شهراً ، إذ سافر فلان وعاد فلان لإنشغالهم بشئون الحياة وتقلباتها ، عافانا الله منها ومن كدر الزمان ، وبكل أريحية عشتها مع إبنتي التي كنت أهرب من مواجهتها بين الحينة والأخرى ، لعبارات الإطمئنان التي كانت تشنف أذني من الذين تأملت فيهم الشفاعة لدى المسئول ، وقد أُشيع عنه تمسكه برأيه وإغلاق بابه وعدم تعاونه و و.. ، وليتني لم أستمع لما يشاع خيالاً أثبتت الأيام عدم صوابه ، لتعود بي الذكريات لمقولة يتداولها العامة : ليس كل ما يقال يحاكي واقعاً ، وخلاصة القول مضت عليّ الأيام والليالي تباعاً وأنا أنسج لإبنتي خيالاً كنت أرسمه نسخاً ولزق مما سمعته من الكرام أحبتي ” الواسطة ” وليتني لم أفعل ، وقد تغيّرت أفكاري وتبددت أحلام إبنتي بما يذكرنا بصافرة حكم مبارة لمنتخبنا الكروي والكل ينتظر هدفاً يحرزه صعوداً لكأس آسيا وقد طال الشوق إليه حلماً ، يبدده تكاسل وتهاون بعض لاعبي منتخبنا الوطني وتلك الملايين المهولة تصرف عليهم ، وبالعودة مرة أخرى لعنوان مقالتي وقد طال الشوق والإنتظار لهاتف يبشرني بعبارة ” تم” الموضوع ومبروك للمصونة إبنتكم تحقيق فصلاً من مسرح أحلامها التي أوشكت أن تذوبها الأيام وطول الإنتظار ، وأنا المُلام حينها لإنشغالي عن إبنتي بخدمة ضيوف الرحمن الذين شرفني الله بحبهم ، وذات صباح تناولت فطوري عند أقدام جنة أمي وأتحفتني بدعوة بدأت بها يومي الناصع البياض حمداً لله وفضله ، وبادرت فيه بالإتصال بأحد تلامذتي ليسدي لي بنصيحة الحكماء وقد إعتلى مكانة مرموقة في تلك الدائرة ، تعيدني لذكريات حب والده غفر الله تعالى له يوم كان يصطحبه للمدرسة في ماضٍ جاوز العقدين متأملاّ فيه النفع لنفسه وأهله والوطن ، فنصحني تلميذي سعادة الدكتود / أ.. بطرق باب المسئول المعني بالتوجيه والقرار مباشرة إذ الوقت لا يتحمل الإنتظار وصافرة نهاية الفرص قد حان إنطلاقها ، وفعلاً في نفس ذلك اليوم المشرق بفضل الله ثم بدعوة والدتي لي بالفلاح والعون ، طرقت باب المسئول مستبشراً بحفاوة سكرتيره الذي هاتفه قبل مقابلتي التي بدأتها بسم الله وعرض قصتي وإبنتي ومشوار الوهم الذي سلكته ، وبعبارة المستنجد تأملت فيه الخير وقد حصل بعد أن سألني حاجتي وعرضتها عليه ، إذ أردفتها بأن ليس لي وجه أقابل إبنتي وأنا المربي القديم وتلامذتي يعتلون مناصب مرموقة في الوطن الغالي على نفوسنا ، ورجوته أن لا أخرج من باب مكتبه الذي أستقبلني فيه بحفاوة لم أتوقعها إلا مجبور الخاطر ، فتبسم بعد أن أسمعني من عبارات العتب لتأخري في الطلب ، وفعلاً اتصل بالمسئول في دائرته ووجهه بتحقيق أمنية إبنتي حالاً ودون تعطيل ، وفعلاً تم تحقيق الرجاء إيجاباً ، وغادرت مكتبه إلى ذلك المسئول الوقور في نفس الدائرة والذي أستقبلني أيضاً ببشاشة لإكمال الإمضاءات اللآزمة ، وبفضل الله تحققت الرغبة بعد أن طرقت باب المسئول مباشرة بلا واسطة ، محفوفاً بدعوات صادقة ليوم مشرق بالكرامات ، ولهؤلاء الكرام الذين تأملت فيهم خيراً هم بعون الله أهلاً له ، أقول : شكراً وألتمس لكم عذراً لإجتهادكم فربما حاولتم ولكن لم يشاء القدر ، وما على المحسنين من سبيل ، لأعلنها رسالة للجميع “لنطرق باب المسئول..بلا واسطة” ، وعلى المسئولين في وطننا الغالي تحقيق التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين سلمان الحزم حفظه الله ، بفتح الأبواب والإهتمام بالمراجعين والإستماع لهم وتحقيق ما يلزم دون تكاسل ، والحديث يطول أختتمه بعد الصلاة على النبي وآله بالقول : إن ذلك المسئول الذي طرقت بابه “بلا واسطة” وأدعوا له بالتوفيق والسداد ينادونه “بصاحب المعالي”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى