أ. د. عائض الزهراني

نصف المجتمع الفاعل

بين فينة وأخري تظهر اصوات تنادي بحقوق المرأة السعودية وأنها لم تنل حريتها مدعين أنها صاحبة رسالة في الحياة ، وهم يعلمون علم اليقين بأنها ليست مجرد قعيدة بيت ، وحاضنة أطفال ، ومدبرة منزل فحسب ، وإنما هي بالإضافة إلى هذا كله ، مربية أجيال ، وصانعة أبطال ، ورائدة دعوة ، وعنصر وعي ونهضة وبناء في شتى شؤون الحياة ، تقف بجانب الرجل في إعمار المجتمع وإثراء الحياة ، وإسعاد الوجود وترطيب جفاف العيش ،، وتمارس دورها في توعية وتنوير المجتمع فعالة مؤثرة فهي منارة إشعاع ، ومشكاة هداية ، ومصدر توجيه ،عاملة بناء، بأقوالها وأفعالها،، استنارت بهدي القرآن الكريم ، وارتوت من منهل السنة النبوية المطهرة ، شخصية اجتماعية راقية من الطراز الأول أن المرأة السعودية الواعية المستنيرة تجسد قيم دينها وشمائله الحسان ، بتطبيقها العملي لهذه القيم وتحليها بتلك الشمائل فقوام شخصيتها الاجتماعية المتميزة رصيد ضخم من تلك القيم الإسلامية في سلوكها الاجتماعية ومعاملتها للناس فمن هذا النبع الثر الكبير تمتاح المرأة السعودية أعرافها وعاداتها وسلوكياتها ومعاملاتها ، ومن هذا المعين الصافي والمورد العذب ، تنهل لتزكية نفسها وتكوين شخصيتها الاجتماعية المسلمة المرأة السعودية نالت اعلى مستويات التعليم وتفوقت في مجال العلوم المتنوعة والمتعددة كالطب والهندسة والفيزياءوعلوم الفضاء وأصبحت من صناع الرأي والمشورة من خلال تواجدها في مجلس الشورى والمجالس البلدية والاندية الثقافية والغرف التجارية ولقد بلغت شأواً عميقاً في تفعيل فكرها علماً متوشحة بثقافة عصرها التي نشأت فيها وتأثرت بها . ولعمري إنها النموذج الأرقى لأي امرأة عرفتها المجتمعات البشرية إذ جمعت إلى مكارم الأخلاق رجاحة العقل ونقاء النفس وسمو الروح ، وسلامة التصور للمجتمع والحياة والإنسان وعمق الوعي لرسالتها الخطيرة في الحياة .

أ. د /عايض محمد الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى