يُلاحظ الزائر لعروس البحر جدة “كانت عَروسًا، فأضحت عجوزًا!! ” لافتة كبيرة، مكتوبًا عليها “ابتسم، فأنت في جدة ” ابتسم برغم الألم، ابتسم على الرغم من هذه الكارثة الثالثة لعروس البحر. ابتسم؛ لأن أهل جدة مَلَّواـ إن صح التعبير من وعود المسؤولين، على الرغم من كونها مدينة ساحلية، وبسهولة يتم تصريف سيولها جِهة البحر، إلا أنها تغرق في “شِبر ميه” كما يُقال. وعلى الرغم من المليارات التي رُصدت في أزمنة ماضية، لإنقاذ هذه المدينة البائسة من الغرق، ولكن أضحت كالحِبر على الورق. ثلاث كوارث غرق مرت على عروس “عجوز” البحر جدة خلال 6 سنوات. الأولى في 8/12/1430هـ، والتي كانت ضحاياها بالمئات، فضلًا عن الممتلكات، من تحطم للبيوت، والمحلات، وتلف السيارات، إلخ. والكارثة الثانية بعدها بعام في عام 1431هـ، وهذه هي الكارثة الثالثة في يوم الثلاثاء الماضي 5/1/1437هـ، وكما يُقال فـ “الثالثة ثابتة”. وخِتامًا .. جدة اليوم .. تُريد وقفة حازمة مع أبطال الفساد ورُعاتُه .. جُدة .. تُريد أن تتم مُعاقبتهم معاقبة علنية والتشهير بهم، حتى تشفي غليلها ( يا عيني عليك يا جدة، وعلى صبرك على المُفسدين في أرضك). جُدة .. لا تريد مُسكِّنات، ولا تريد (تطمينات) ولا تُريد ترقيعات؛ فكفاها ما حصل لها، هي تريد الأخذ بثأرها قبل ثأر أهلها وسكانها؛ فهل من المسؤولين مَنْ ينتصر لها ويُعيد إليها رَونقها وشبابها الباهِت؟! حتى ننعم بجدة القديمة والحديثة، وتعود كما كانت (أم الرخاء والشِدَّة) ذلك ليس بالأمر البعيد على أهلها ومسؤوليها المُخلصين في تقديم مَنْ شوّهوا وجه العروس للمحاكمة، والتشهير بهم على رؤوس الأشهاد، نتمنى ذلك ونتخيله؛ حتى لو كان ذلك أمرًا مُستحيلًا.
ماجد الحربي