عندما يكون لديك وطنٌ فإنَّك تفخر به .. فالبعض ليس لديه وطنٌ .. إمَّا أنَّ وطنَه محتلٌ مغتصَبٌ .. أو قد يكون وطنُه موجودًامحسوسًا ولكنَّه مُشرَّدٌ عنه قهرًا .. مُبعَدٌ عنه قسرًا. فإذا كان لديك وطنٌ لا تُشابِهُه كلُّ أوطان الدُّنيا؛ فأنت ـ بلا شكٍّ ـ محظوظٌ متميِّزٌ، وأنت ـ بلا ريب ـ بنعمةٍ عظيمة، فوطنُك الغالي ـ حفظه الله ـ يحتضِن على ثراهُ الطَّاهر الطَّيِّب حرمين شريفين ، فتشعر حينها بالفخرِ المحمودِ، لا الغرور الممقوت. وينظر إليك الآخرون إمَّا: بالحسد، وإمَّا بالغبطة، ومن صَلُحت نيَّتُه، وطابت سريرتُه، ينظر لك نظرةً جميلة، وكأنَّك حفيدٌ من أحفاد الصَّحابة، فأيُّ فخر ـ بالله ـ حباكَ به المولى عزَّ وجلَّ ونلته؛ وطنًا، ومكانًا ، ومكانةً، ومجتمعًا مُحِبًّا آمنًا، في ظلِّ دين الله العظيم، ورسول محِبِّ رحيم، وحين نسمع هنا في هذا الوطن الجميل الغالي عن مآسي المفسدين، ولكن لا نراهم بل نرى أثر سرقاتِهم، فنتعجَّب كيف طابت نفوسُهم فبغوا وعَدَوا؟ ولم يُراعوا حدودَ الله..!! وكيف تملَّكوا ما ليس بحقِّهم!! وكيف أخذوا مال غيرهم!! وكيف استولوا على أراضي ملاكها!! وما هو المسلك الآمن الذي تَوفَّرَ لهم؟ وغَضَّ النَّظرَ عنهم؟ ألَا يعلمون أنَّ المال له سؤالان: من أين اكتسبته؟ وفِيمَ أنفقتَه؟ فلا حول ولا قوَّة إلَّا بالله. ألَا يعلمون أنَّ من أخذ شِبرًامِن أرض طُوِّقَ بها سبع أَرَاضِين يوم القيامة.
كلُّ هذا وغيرُه دعاني إليه ما كنتُ أرى مِن جُدَّةَ مؤخَّرًا، ومِن قبلُ وهي تتهاوى أمام الأمطار .. بِمَرْأىً من الأنظار .. وكانت ـ بالإمكان أن تكون ـ بِمَنْأىً عن الأخطار؛ فهنا حيٌّ ساقطٌ، وهناك منزلٌ اِنهار ، وتلك شوارعُ تغيرَّت معالمها، فلم يبقَ منها إلَّا الأطلال، وهناك نفسٌ قُتلت .. فبأي ذنب قتلت يا تُرَى؟ وهناك مستغيثٌ بلا نَجْدةٍ ..!! وهناك طفل صعقتُه كهرباءُ الإنارة، وكأنَّ التَّيَّار الكهربائي القاتل يتقاسم الضَّحايا مع المطر المنهمر، والحفرُ العميقةُ تبارك القسمة؛ فحينها شَعُرْتُ أنَّ هذا حظُّ جُدَّةَ ونصيبُها بل وقدرُها، ولكن وللأسف اتَّسعتِ الدَّائرةُ، وكما قيل: اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ؛ فشَمَلَت ابتداءً العاصمةَ الرِّياض، وبريدةَ، وحفرَ الباطن، والدَّورُ على مَن بعدَ ذلك؟!! الله أعلم. طبعًا بعد أن حلَّتْ تلك المآسِي بـرابغَ واللِّيث قديمًا، وما أدراك ما رابغ واللِّيث؟!! تبادر إلى ذهني الهيئةُ الوطنيَّةُ لمكافحة الفساد (نزاهة)، فكأنَّ لسان حالها يقول: كُنَّا نعتقدُ المشكلةَ في عروس البحر جُدَّةَ، ولكنَّها اتَّسعتْ لتشملَ مُدُنًا أُخرى، وما خفي كان أعظم.
يا مفسدون!! اتَّقوا اللهَ فينا، فكلَّما جادتِ الدَّولةُ بمشاريعَ خدميَّة عِملاقة سال لعابُكم على اعتماداتِها، ألَا تعلمون أنَّكم إلى زوال، وأنَّكم محاسبون في المآل؛ ف يوم تشخصُ له القلوب والأبصار، (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [إبراهيم:43]، يا مفسدون!! إنَّ وطنَكم يئنُ من روائحِكُم النَّتنة، ويستعيذُ من قلوبكم الفاسدة، ويتبرأُ من أعينِكم القبيحة، أرهقتُم الوطنَ بفسادكم، وأرهقتُم المجتمعَ بأطماعكم، وأزهقتم نفوسَكم بذنوبكم، و(نزاهة) وما أدراك ما (نزاهة)!! تعلن أنَّ الفسادَ مُعطِّلٌ للتَّنمية، ولكن إذا لم تتَّعِظوا بما جاء في محكَم التَّنزيل، فلن تحرِّك ضمائرَكم الميتةَ (نزاهةُ)!!
الله يجزاك خير…..
لكن ….لقد اسمعت لوناديت حيا….
يا مفسدون!! اتَّقوا اللهَ فينا، فكلَّما جادتِ الدَّولةُ بمشاريعَ خدميَّة عِملاقة سال لعابُكم على اعتماداتِها، ألَا تعلمون أنَّكم إلى زوال، وأنَّكم محاسبون في المآل؛ ف يوم تشخصُ له القلوب والأبصار، (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [إبراهيم:43]،
سلمت أناملك أخي الغالي
سلمت يداك ياوجيه
الله يوفقك اخي الاستاذ عبدالرحمن
مقالك جميل جدا أخي عبدالرحمن
ولكن هل تتوقع الوعظ يكفي ، أم ترى الحاجة قائمة لوضع نظام وعقوبات رادعة لاتستثني ” كائن من كان ”
عتاب المفسدين لايصلح الحال ولا يقدم حلا للمشكلة ، فلتضرب الدولة بيد من حديد وتأخذ على يد المفسد بالقوة ، ترهب من يفكر في الفساد قبل أن يقع فيه ، لأنه شاهد العبرة في غيره .
السلام عليكم
أخي الكاتب مقالك رسالة إلى ضمائر المفسدين ولكن لن تسمع الصم الدعاء. ولو وضعت استشهاداتك في هذا المقال أمام المسؤولين قبل وأثناء تنفيذ المشاريع لربما كان لها أثر كبير.
يبدو ان المسؤولين عندنا يحتاج لهم هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر تراقبهم بشكل دوري!!!!!
دائما مبدع ابا محمد ومن العقوبه ساء الادب نبغا محاسبه وتشهير لكل من تلاعب بمقدرات الوطن وانزال اشد العقوبات بهم
وإن سألت عن مشاريع الفساد.. فأي مشروووع ويامكثرها …..!!